قالت منظمة العفو الدولية إن حالة الطوارئ التي فرضها الرئيس السوداني، عمر البشير، في البلاد، الغرض منها تبرير التصعيد في استخدام الذخيرة الحية والغاز المدمع بواسطة السلطات الأمنية ضد المحتجين، وتعذيب المعتقلين دون أي ضابط.

ودعت السلطات السودانية إلى وضع حد للإجراءات المتخذة في ظل حالة الطوارئ لقمع المعارضة، بصورة عنيفة، وسط الاحتجاجات المستمرة في جميع أنحاء البلاد.

وقالت جوان نيانيوكي، مديرة مكتب شرق أفريقيا والقرن الأفريقي والبحيرات العظمى في منظمة العفو الدولية، “إن حالة الطوارئ تستخدمها السلطات السودانية لتبرير التصعيد في استخدام الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع ضد المحتجين، وتعذيب المعتقلين دون أي ضابط”.

“وأضاف “يجب على حكومة السودان أن تتوقف فوراً عن استخدام هذه الإجراءات المفرطة في ظل حالة الطوارئ لترهيب الشعب السوداني، ومنعه من ممارسة حريته في التعبير، فمن حق الناس الاحتجاج على الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في البلاد”.

وأشار إلى أن قوات الأمن قامت الأحد الماضي بإطلاق الذخيرة الحية، والغاز المسيل للدموع، على المحتجين في ولاية الخرطوم، مما أسفر عن إصابة ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص.

كما اقتحمت مجموعة أخرى من أفراد الأمن حرم جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا في الخرطوم، حيث كان الطلاب يحتجون سلمياً، فأطلقوا الغاز المسيل للدموع على غرف التدريس، وتعدّوا بالضرب على الطلاب، واعتقلوا العشرات منهم.

وفي أحياء بري وأم درمان (العباسية) بالخرطوم، تم نشر أعداد كبيرة من أفراد الأمن، ممن سُحِبوا من القوات المسلحة السودانية، وجهاز المخابرات والأمن، وقوات الشرطة، بحسب البيان.

وأكد أن أفراد تلك القوات اقتحموا منازل الناس في بري يوم الأحد، وأطلقوا الغاز المسيل للدموع وتعدوا عليهم بالضرب، وصادروا الهواتف المحمولة.

وفي يوم السبت، اقتحمت قوات الأمن مسكن الأطباء بالقرب من مستشفى الخرطوم التعليمي، وتعدت بالضرب على الأطباء، واعتقلت أكثر من 40 منهم بتهمة تنظيم الاحتجاجات.

وقالت جوان نيانيوكي إن هذه الحملة القاسية على الشعب السوداني فور إعلان حالة الطوارئ أمر يبعث على القلق، مردفة “ويجب السماح للذين يحتجون بشكل سلمي في الشوارع بالتعبير عن آرائهم، ويجب أن تتوقف فوراً هجمات قوات الأمن ضد المحتجين، وعمليات الاحتجاز التعسفي والتعذيب”.

وذكر البيان أن منظمة العفو الدولية ومنذ بدء الاحتجاجات في 19 ديسمبر تحققت وسجلت وقوع أكثر من 45 حالة وفاة، وإصابة أكثر من 180 شخصاً، ويقول مسؤولون حكوميون إن أكثر من 2600 شخص قد تم اعتقالهم واحتجازهم، خلال الاحتجاجات المستمرة.