بدأت في عاصمة جنوب السودان جوبا صباح الجمعة المفاوضات المباشرة بين الحكومة الانتقالية والحركة الشعبية لتحرير السودان برئاسة عبد العزيز الحلو، بعد ان تعطلت في وقت سابق بسبب قيام قوات حكومية بمهاجمة مناطق الحركة الشعبية.

وكان متوقعا إن تنطلق المفاوضات يوم الأربعاء لكن الشعبية أعلنت عن وقف المفاوضات بعد كشفها عن مهاجمة قوات تتبع للجيش السوداني والدعم السريع بمهاجمة مناطقها في جنوب كردفان واحتلالها لمنطقة “خور الورل” بالولاية، كما قامت للإعتقال مواطنين ومصادرة بضائعهم.

و اشترطت إصدار الحكومة لمرسوم بوقف العدائيات وانسحب قواتها من منطقة “خور الورل” بجانب إطلاق سراح المواطنين الذين اعتقلتهم.

وبعد ساعات من إعلان الشعبية لوقف التفاوض أصدر رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان مرسوماً دستورياً بوقف العدائيات، كما أكدت الشعبية لاحقا انسحاب القوات الحكومية من منطقة “خور الورل” وإطلاق سراح المعتقلين.

وأعلنت الشعبية في بيان لمتحدثها الرسمي، الجاك محمود الجاك، إستعداد فريقها المفاوض الذي يضم حلفاءها في الكتلة التاريخية السودانية للدخول في أول جلسة تفاوض مباشر مع الحكومة الانتقالية عند الساعة التاسعة من صباح الجمعة.

وأكدت الشعبية حرصها وإلتزامها بالحل السلمي المتفاوض عليه تحقيقا لتطلعات الشعب السوداني في السلام العادل، الشامل والمستدام.

مراجعة “إعلان جوبا”

إلى ذلك اتفقت اللجنة المشتركة بين الجبهة الثورية والحكومة المعنية بتحديد أجندة المفاوضات بين الطرفين، على ضرورة مراجعة ما تم في اعلان جوبا للمبادي وبناء الثقة.

واختتمت اللجنة المشتركة التي شكلت الخميس بعد اول جلسة مفاوضات بين الطرفين، اجتماعها الأول الذى عقدته بمقر المفاوضات بفندق بريميد في جوبا صباح اليوم الجمعة.

وتناول الاجتماع الطرق المثلى للدفع بالعملية السلمية وكيفية الانتقال من مرحلة إعلان المبادئ وبناء الثقة الذي وقعه الطرفان فى جوبا في وقت سابق إلى مرحلة الدخول في التفاوض حول القضايا الجوهرية المتعلقة بالمشكلة.

وقال محمد تقد لسان، عضو وفد الجبهة الثورية للمفاوضات، في تصريح صحفي عقب الاجتماع، إن اللجنة ناقشت أجندة التفاوض فى المرحلة المقبلة حيث تم الاتفاق على ضرورة مراجعة ما تم في اعلان جوبا للمبادي وبناء الثقة.

كما تناول الاجتماع تحديد طبيعة الأجندة التي يجب أن تكون محل النقاش، مشيراً إلى أن النقاش دار حول ضرورة التفاوض في مسارات متعددة تشمل قضايا قومية، بالاضافة الى القضايا المتعلقة بمناطق النزاع المختلفة، كما ناقش الاجتماع طبيعة ومنهجية التفاوض فى المرحلة المقبلة.

وذكر لسان أن هذه الأجندة بعد استكمالها يمكن أن تطرح كإعلان سياسي خلال اليومين القادمين أو يتم طرحها كإعلان مبادئ.

وأشار الى أن الروح الإيجابية التى سادت الاجتماع كفيلة بأن تدفع الأطراف جميعا لتحقيق التقدم المطلوب نحو تحقيق السلام.

وأضاف “الاجتماع أمن على منبر جوبا مقرا للمفاوضات، وأن اللجنة ستعقد اجتماعها الثاني في الساعة الثالثة من ظهر الجمعة لاستكمال بقية أجندة التفاوض ومن ثم رفعها إلى اللجنة السياسية العليا لوفدي التفاوض لتحديد المسار المستقبلي للتفاوض”.