الجنينة- دارفور24

تصاعدت وتيرة الاحداث بصورة خطيرة في محلية بيضة 130 كلم جنوبي الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور عقب مقتل امرأة في مزرعتها وجرح اثنان من اسرتها ورفض اسرتها مواراتها الثرى قبل القبض علي الجناة.

ادت تلك الحادثة الي انقسام خطير وسط المكونات المجتمعية ما بين المزارعين والرعاة “قبيلة المساليت والرحل” بالمنطقة صاحبه استقطاب حاد نتج عنه اعتداء مواطنون غاضبون علي المدير التنفيذي للمحلية واصيب علي اثره بإصابات بالغة تم اسعافه الي مستشفى الجنينة.

* صراع البيانات

في الاثناء ازدادت حملة الكراهية مع انتشار البيانات القبلية التي ترفع من وتيرة التصعيد بين الطرفين، وقال بيان منسوب لقبيلة “المساليت” بكل اسف وضيق شديدين نرى هنالك أدلجة للقبائل وجمعها في بوتقة الكراهية والبغض وتصويبها ضد قبيلة المساليت صاحبة الارض والسلطنة بالولاية بحسب تعبير البيان، واضاف “مما يدل علي استمرارهم في مخططاتهم الخائنة” وزاد البيان “يجيء هذا الاستهداف من قبائل دخلت اراضي دار مساليت بحثاً عن مأوى وهربا من الحروب او طلباً للقمة العيش”

واتهم البيان قيادات من النظام البائد بأنهم وراء هذا الاستهداف وقال هذا التكتل والتشرذم يقف واراءه قيادات من النظام البائد، واردف “فليعلم الجميع ان اراضي دار مساليت رغم انف كل حاقد هي للمساليت وحدهم ”

وفي المقابل قال بيان للرحل ان بعض الممارسات الاقصائية في محلية بيضة يقف وراءها بعض منسوبي الحركات المسلحة، واضاف نحن في محلية بيضة صمتنا علي التصرفات العنصرية والصبيانية من قبل من يزعمون بانهم تجمع المهنيين، واشار نحن غير معنيين بالاعتراف بتجمع مهنيي المحلية، ونطالب التجمع المركزي بالتحقيق الفوري مع من وصفهم بالشرذمة

*المهنيين وسيارات الدفع الرباعي

وعلي خلفية إتهام المدير التنفيذي لقيادات من تجمع المهنيين بالاعتداء عليه تم القبض علي خمسة من القيادات وترحيلهم تحت الحراسة المشددة بسيارات دفع رباعي تم ترحيلهم الي مدينة الجنينة وحبسهم في سحن اردمتا قبل ان يتم اطلاق سراحهم بكفالة مالية  وبرر المدير التنفيذي للمحلية بيضة العميد معاش سعيد علي سعدون في حديثة ل دارفور 24  خطوة ترحيل المنهمين الي ان قيادات تجمع المهنيين هم من قادوا مظاهرة الاعتداء عليه  وتبنوها وقال ان القوة العسكرية الموجودة بالمنطقة ضعيفة وخوفا من الفتنة القبلية بعد ان اصبح فيها طرفان احدهما عربي والاخر زرقة لذلك تم نقل المتهمين الي الجنينة واضاف “حفاظاً علي امنهم وامن المنطقة من الانفلات لذلك رحلناهم”

لكن تجمع المهنيين بالمحلية اشار في بيان له ان قيادات تجمع المهنيين هي من انقذت المدير التنفيذي من وسط المواطنين الثائرين، واتهم التجمع- ما اسماها- بالدولة العميقة بأنها تقف وراء هذه الخطوة.

*اسرة القتيلة تكشف الحقائق

في حديثه لدارفور24 قال جمعة ابوه من اسرة القتيلة ان الاجهزة الامنية لم تقم بواجبها كاملا بعد حادثة القتل الامر الذي ادى الي تفاقم المشكلة، واشار الي ان قريبته قتلت في مزرعتها وجرحت اثنتان من اسرتها الا ان الاجهزة الامنية تماطلت في ترحيل الجناة الى مدينة الجنينة لمحاكمتهم حيث لا زالوا في حراسات محلية، واضاف “في وقت تم فيه ترحيل المعتدين على المدير التنفيذي الى الجنينة رغم ان اصابته كانت خفيفة بينما المتهمين في بالقتل لم يتم ترحيلهم الى عاصمة الولاية لتقديمهم الى المحاكمة العادلة.

وحذر من خطوة التلاعب بأعمار الجناة وقال هنالك من قال لنا ان الجناة اطفال احدهم عمره 16 سنة والاخر 13 سنة لكننا نطالب بشدة بترحيلهم الي الجنينة، وكشف عن تلقيهم اتصالات من أسر الجناة وعرضهم لتسوية القضية مقابل الدية، واضاف “نرفض هذه المساومات وان والقانون يجري مجراه”

* تطور اضافي

وفي تطور لاحق حذر الرحل سلطات محلية بيضة من تحصيل اي اموال من المواشي وطالبوا السلطات بعدم الذهاب الي سوق المواشي تجنباً للاحتكاكات بعد مقتل مزارعة الاسبوع الماضي، وقال بيان للرحل تجنباً للاحتكاكات المتوقعة او اي ردة فعل محتملة نطالب حكومة المحلية بعدم ارسال موظفيها الي سوق المواشي لتحصيل الرسوم، وذكر البيان ان المواشي هي الرافد الاساسي لخزينة المحلية لكن لا توجد اي خدمة مقابل ذلك.

واعرب البيان عن امله في ان لا تتخذ قضية مقتل المزارعة مطية لتنفيذ الاجندة التي تضرب النسيج الاجتماعي، وتابع لاحظنا بعض الممارسات الاقصائية لبعض مكونات المجتمع التي تسلط عليها مجموعة من منسوبي الحركات المسلحة، ويعد سوق بيضة ثاني اكبر سوق للمواشي بالولاية.