رحّبت الحكومة الانتقالية بوصول وفد حركة جيش تحرير السودان، بقيادة مني أركو مناوي، إلى الخرطوم، قائلة إن عودتهم جزء من عملية السلام المستمرة التي تسعى الحكومة لتحقيقها في كل الجبهات.

ووصل عبر مطار الخرطوم اليوم السبت وفد رفيع المستوى من حركة تحرير السودان، يقوده جمعة الوكيل انجل، مساعد رئيس الحركة لقطاع الشباب والطلاب، أحمد جده، أمين التنظيم والإدارة، ومساعد رئيس الحركة لقطاع الشباب والطلاب، كما يضم الوفد عددا من القيادات العسكرية.

وكان في استقباله بمطار الخرطوم عضومجلس السيادة محمد الحسن التعايشي، والقيادي بالحرية والتغيير وجدي صالح، والتوم هجو والقيادي بحزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ، وعدد من قيادات الثورة.

وقال عضو المجلس السيادي، محمد الحسن التعايشي، خلال مؤتمر صحفي بمطار الخرطوم، السبت، عقب استقباله للوفد إن وصول وفود الحركات يأتي في إطار التغيير الذي حدث في ديسمبر الماضي باعتبار أن ما حدث هو ثمرة نضالات كل السودانيين عبر مختلف وسائلهم النضالية.

وأكّد أن كل من ساهم في عملية التغيير يعتبر جزءا من ترسيخ مبادئ التغيير وتحقيق مطلوبات الثورة، لافتاً إلى أن السلام واحد من أهم أهداف الثورة الجوهرية لفتح الطريق أمام الوطن على أسس جديدة.

وأكد التعايشي، التزام الحكومة بتحقيق السلام الشامل في البلاد، لافتاً إلى أن وصول هذا الوفد هو جزء من التزامات الطرفين الحكومة، والجبهة الثورية ومكوناتها باتفاق حسن النوايا في إعلان جوبا الأول والاتفاقات التي تلت إعلان جوبا فيما يتعلق بالإعلان السياسي وإعلان وقف العدائيات.

وأوضح أن مشوار السلام هو مشوار كل أهل السودان، داعيا إلى مشاركة كل مكوناته في دفع استحقاقات السلام ووضعه في الأولويات القصوى.

وتوقع التعايشي، أن تعمل كل الوفود التي وصلت السودان من حركات الكفاح المسلح  جنبا إلى جنب مع السودانيين لتكملة مشوار التغيير الذي حدث في ديسمبر والعمل على استنهاض المجتمع ومكوناته حتى يكون السلام هدف لكل الجماهير وأنه استحقاق ملزم لكل الأطراف.

وأكد التعايشي، أن البلاد أصبحت مفتوحة بموجب القرار الذي أصدرته الحكومة والقاضي بمراجعة الأسرى والمعتقلين سياسيا، لافتا إلى أن هناك لجنة يعمل معها وفد الحركة توطئة لرفع الحظر عن قوائم السياسيين أو قيادات في حركات  الكفاح المسلح.

وأوضح أن ذلك تأكيدا لسياسات سابقة اتخذتها الحكومة بشأن العفو العام وإلغاء الأحكام السياسية التي أصدرها النظام البائد ضد كثير من رموز الكفاح المسلح في السودان والناشطين السياسيين والقيادات السياسية خارج السودان.

ونفى التعايشي، وجود أي قوائم للحظر وأي أحكام قضائية سياسية بحق أي من القيادات، مبينا أن البلد مفتوح لكل أبنائه من غير شروط أو استثناء من أجل تحقيق شعارات الثورة وأن الحكومة ملتزمة بواجباتها القانونية والدستورية لحماية حق الآخرين في التعبير والعمل من أجل أفكارهم ورؤاهم.

وأكد رئيس الوفد جمعة الوكيل، أن جيش حركة تحرير السودان مع السلام وأنهم حملوا السلاح ليس رغبة في القتال وإنما كان القتال وسيلة، مبينا أن الحركات المسلحة كانت حركات تحريرية مطلبية.

وحيا الوكيل، شباب الثورة، وترحّم على الشهداء في السودان منذ الاستقلال حتى الآن الذين استطاعوا إسقاط النظام البائد.

وأضاف أن الشباب استطاعوا تحرير السلام الذي كان معتقلا وحررونا نحن كذلك، مؤكداً أن الحركة مع القصاص العادل، وتدعم محكمة العدل الدولية، كما أكد أنهم جاءوا إلى البلاد من أجل دعم حكومة الثورة لأنها مضت خطوة إلى الإمام.

وأشار إلى أن غيابه عن البلاد دام لأكثر من 14 عاما توفيت خلالها أمه، مؤكداً سعادته بلقائه بوالده وخالته اليوم، بعد كل هذه الفترة الطويلة وذلك من أجل تحقيق السلام في السودان.