نيالا- دارفور24

بعد ساعات قليلة تبدأ جولة المفاوضات بين الحكومة الانتقالية وحركات الكفاح المسلح في عاصمة جنوب السودان “جوبا” ورشحت منذ ايام انباء عن تنظيم ورشة لقيادات النازحين الذين سيشاركون باسم نازحي المعسكرات بدارفور والتي يبلغ عددها اكثر من 100 معسكر، وظل الحديث عن الورشة يلاك ويتداول لعدة اسابيع، الى ان اعلن عن موعدها رسمياً والي جنوب دارفور اللواء هاشم خالد محمود بانها تقام يوم بعد غدٍ الاربعاء اي بعد يوم من بدء المفاوضات، وهي كان من المقرر ان تسبق جولة المفاوضات.

النازحون من جانبهم ظلوا يتساءلون عن الورشة التي نمت الى اسماعهم دون ان يتلقوا دعوات رسمية للمشاركة فيها او اختيار ممثليهم، لذلك اعلن بعضهم رفضهم لها تماماً والاسلوب الذي اتبعته الجهات المنظمة للورشة في اختيار المشاركين فيها وفي مفاوضات السلام، وقال رئيس معسكر كلمة للنازحين اسحق محمدين انهم ظلوا يسمعون عن الورشة لكنهم لم تأتهم دعوات للمشاركة فيها، وكانت المعلومات الاولية تشير الى الورشة التي ستنظم في نيالا تضم كل ممثلي النازحين بولايات دارفور، لذلك خرج بيانٌ من معسكرات وسط دارفور اشار الى عدم تلقي نازحي دعوة للمشاركة في الورشة، لكن اتضح اخيراً ان الورشة خاصة بنازحي جنوب دارفور.

وواجهت عملية تنظيم الورشة الكثير من العثرات لدرجة انها تم تأجيل مواعيدها- التي حددت حسب التسريبات- لأكثر من مرة بالاضافة الى ان الجهات المنظمة لم تستطع ان تعلن عن نفسها بصورة واضحة، ففي اكتوبر الماضي جاءت الى المعسكرات جهات لم تفصح عن نفسها واختارت قيادات من النازحين وقامت بترحيلهم الى الخرطوم، وادخالهم في ورشة بغرض اعدادهم للمشاركة في مفاوضات السلام بين الحكومة وحركات الكفاح المسلح، لكن الخطوة وجدت تنديداً واسعاً من كل معسكرات النزوح ووصف بيانات صادرة من المعسكرات الشخصيات التي تم اختيارها بأنهم عناصر النظام السابق في معسكرات النزوح، ولا يمثلون النازحين، وانتقدوا الاسلوب الذي انتهجته الجهة المعنية في اختيار ممثلي النازحين في المفاوضات، لكن رفعت تلك الجولة ولم يشارك أولئك النازحون في المفاوضات.

ومع اقتراب موعد الجولة الجديدة للمفاوضات في العاشر من ديسمبر عاد مجدداً الحديث عن اختيار قيادات من المعسكرات للمشاركة باسم النازحين في المفاوضات، دون ان تعلن اي جهة في دعوة رسمية لقيادات من النازحين، للمشاركة في الورشة الخاصة بالنازحين التي تسبق المشاركة في المفاوضات، وظلت الدعوات لهذه الورشة في سرية تامة، الأمر الذي دفع الادارة العامة للنازحين واللاجئين الى اصدار بيان ذكرت فيه انها ظلت ترفض وتدين وتستنكر كل اشكال المساومات- التي وصفتها- بالرخيصة لقضايا النازحين واللاجئين من قبل النظام البائد وزبانيتهم التي تهدف الي تسويق حقوق النازحين واللاجئين المشروعة.

وقالت الادارة انها فوجئت قبل ايام بالحديث عن قيام ورش باسم النازحين من قبل ثلة من المتسولين بولاية جنوب دارفور  برعاية الحكومة الانتقالية وعضو المجلس السيادي محمد الحسن التعايشي بهدف إلحاق النازحين بمفاوضات السلام بجوبا، واضافت “عليه نؤكد ان النازحين واللاجئين لم يرسلوا اي وفد لتمثيل النازحين في اي و رشة لسلام في نيالا او في اي مكان آخر”

وحذرت الادارة في بيان اطلعت عليه دارفور24 الحكومة الانتقالية ممثلاً في عضوي مجلس السيادة “التعايشي وعائشة موسي” بعدم المضي في خطوات النظام البائد لتسويق قضايا النازحين، واعلنت رفضها القاطع السعي المتواصل لتجزئة قضايا النازحين واللاجئين، وجدد البيان تمسك النازحين بحقهم العادل في “توفير الامن بإقليم دارفور والسودان اولاً، ومعاقبة مرتكبي جرائم الابادة الجماعية والتطهير العرقي بالمحكمة الجنائية الدولية وعلي راسهم البشير ومن معهم، بالاضافة الى نزع سلاح كل المليشيات في السودان، وطرد كل المستوطنين الجدد بحواكير النازحين وقراهم، تعويضهم جماعياً وفردياً، وطالبت الادارة العامة للنازحين واللاجئين الجهات المعنية بقضايا السلام الجلوس مع الادارة بمعسكر كلمة اولاً.

وكان رئيس الوزراء عبد الله حمدوك اكد ان أي سلام لا يستوعب قضايا النازحين لن يكون سلاماً حقيقياً لمعالجة قضايا البلاد، وجدد خلال لقاءاته المسئولين الامريكيين في زيارته الى واشنطن التي اختتمها امس الاحد ان المتأثرين بالحرب من النازحين واللاجئين سيكونون جزءً من أي عملية سياسية ومفاوضات لمعالجة قضايا الحرب بالسودان، وارسلت الجبهة الثورية في الايام الماضية وفوداً اطلقت عليهم “وفود النوايا الحسنة، وقناديل السلام” للتبشير بالسلام، وزارت هذه الوفود المعسكرات واستمعت لقضايا النازحين وتعهدت باصطحابها في المفاوضات.

ولحساسية الاجواء التي احاطت بالتحضيرات لهذه الورشة ابتعدت مفوضية العون الانساني بجنوب دارفور عن المشاركة في تنظيم الورشة، وقال المفوض جمال يوسف في حديث مقتضب لظارفور24 المفوضية نأت بنفسها عن هذا الملف وتم تسليمه الى مركز دراسات السلام بجامعة نيالا.

من جهته اقر مدير مركز دراسات السلام دكتور سعد الدين حسن ادريس بحساسية الملف، وقال استلمنا ملف تنظيم الورشة قبل يومين واكتشفنا ان هناك جسمين لدى النازحين كل منهما يعتبر نفسه ان له الشرعية في تمثيل النازحين، واضاف ” لكننا سنسعى للتوفيق بين الجانبين وتنظيم الورشة” واوضح ان أمر دعوات المشاركين الورشة لم يكتمل بعد وان هناك اجتماع سيعقد يوم الثلاثاء لحسم الأمر واعتماد عدد المشاركين الذين قال ان عددهم مبدئياً نحو 40 شخصاً.

واوضح احد قيادات نازحي معسكر السلام محمد حجر لدارفور24 ان الورشة الاولى التي نظمت في الخرطوم شارك فيها 94 من قيادات النازحين- وهم القيادات الذين تتهم الادارة العامة للنازحين واللاجئين بانتمائهم للنظام البائد- من بينهم 64 من معسكرات جنوب دارفور، وابان حجر ان عدد المشاركين في “ورشة نيالا” يوم الاربعاء تم تقليصه الى 45 من القيادات بعد وجهت الدعوة الى 80 من شيوخ المعسكرات، وذكر حجر ان الشيوخ الذين سيمثلون النازحين في المفاوضات من ولايات دارفور الخمس عددهم 200 شخص.