كشفت القيادة العامة للقوات المسلحة، عن أسباب إحالة الملازم أول محمد صديق إبراهيم للتقاعد، مؤكدةً أن دواعي الإحالة مُستمدة من القوانين واللوائح المنظمة للعمل بالقوات المسلحة والقانون الجنائي العام وليست كيدية، كما أنها ليست ملزمة للتبرير باعتبار أن الأمر خاص بلوائحها وقوانينها ويندرج في إطار المحافظة على شئون الأفراد.

وصدر أمس «الثلاثاء»، قرار احالة محمد صديق، وضباط آخرون في الجيش انحاز بعضهم إلى الثورة السودانية قبل سقوط البشير، إلا أن المتحدث باسم مجلس السيادة الانتقالي بالسودان محمد الفكي سليمان، غرّد عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، مساء أمس، معلناً عن إعادة ضابط بالجيش إلى صفوف القوات المسلحة بعد ساعات من قرار احالته للتقاعد، وذلك في إشارة إلى محمد صديق.

وقالت القوات المسلحة، في بيان مساء اليوم «الأربعاء» تلقى «دارفور 24» نسخة منهُ، إن الملازم أول محمد صديق الذي اشتهر بتربعه مع فئة من أفراده وسط المدنيين أيام اعتصام القيادة العامة تحدى قرار تم استغلاله من المجموعات المسيسة في غير موضعه.

وأضافت أن الضابط المظلي يحمل رقم البطاقة 27352 الدفعة (58) ويتبع للفرقة التاسعة المحمولة جواً، وفترة خدمته قصيرة تبلغ ستة أعوام، وأن أداءه حسب التقارير السنوية للقادة الذين عمل معهم تتراوح ما بين الجيد والوسط.
وتحدثت في بيانها عن «3» مخالفات عسكرية تندرج تحت مخالفة الأوامر المستديمة وعدم إطاعة الأوامر حسب قانون القوات المسلحة لسنة 2007م تعديل 2013م، وأن تاريخ ارتكاب هذه المخالفات هو 17 مارس 2019م و29 يوليو 2019م على التوالي.

وأشار البيان إلى ملف صديق، يفيد بممارسته الاتصال ببعض الجهات السياسية وأنه كثير التعذر بالبلاغات المرضية خاصة أثناء تمضية دورات المظلات المتنوعة والتي خضع لها وبسبب ذلك لم يستطيع إكمالها.

ولفت البيان إلى أن محمد صديق، قام بتاريخ 17/3/2019م وقبل إنضمامه لميدان الإعتصام بتحريك مركبة مسلحة بها أفراد إلى قسم شرطة الحاج يوسف وأعتدى بالضرب والإساءة على ضباط الشرطة وإتلاف معدات.

وأكد بيان القوات المسلحة، أنه وبناءً على هذا التصرف فُتحت في مواجهته ثلاثة بلاغات مازالت مفتوحة، البلاغ الأول بالرقم 2512 تحت المواد 182/183 من القانون الجنائى (الإتلاف والتعدى الجنائي)، حيث أتلف معدات وأجهزة ودفاتر ومستندات بقسم الشرطة، أما البلاغ الثاني البلاغ رقم 2513 (التعدى والأذى الجنائي) تعدى على مقدم شرطة.

وأضافت أن البلاغ الثالث كان بالرقم 2514 تحت المواد 175/142 /282 (الأذى والإتلاف) في مواجهة ملازم شرطة، مؤكدةً أن المخالفات العديدة التي ذكرت جعلت أمر إحالته للتقاعد للمعاش أمراً حتمياً للحفاظ عليه وعلى سمعة القوات المسلحة.

وأحدث قرار إحالة الضباط موجة غضب واسعة وسط قطاعات الشباب خصوصاً إحالة الضابط محمد صديق، واطلقوا على الفور دعوات للخروج في مظاهرات مليونية غداً «الخميس»، رفضا للقرار وتعبيرا عن رد الجميل لمن للضباط الذين حموهم من رصاص أمن البشير.

وظلّت مقولة الضابط محمد صديق «الرهيفة التنقد»، راسخة في أذهان الكثير من الشعب السوداني، والتي قالها في السادس من أبريل الماضي، حين خاطب المعتصمين أمام قيادة الجيش قائلاً: «نحن ما جينا هنا عشان نمسكها، نحن جينا هنا عشان نحميكم وقاعدين معاكم لحدي تسقط وبس ومحل الرهيفة التنقد».