حوار: مشاعر دراج

أكد رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي، وجود خلافات داخل الحركة لكنها ليست للدرجة التي تروجها التنظيمات المعادية، ذات الاحقاد الايدلوجية على الحركة، حسب قوله. ووصف مناوي البيانات التي صدرت من قبل قيادات بحركة جيش تحرير السودان مزيفة وتمت ادارتها واصدارها من فندق كراون في جوبا.

وأوضح مناوي في مقابلة مع صحيفة (حكايات) الصادرة في الخرطوم الأربعاء أنه لم ينسحب من الجبهة الثورية بعد فشله في رئاستها كما تم الترويج له، وأضاف “هذا مجرد تغبيش لمحاولة تغطية عيوبهم. وأضاف “هناك خطاب باسم الجبهة الثورية باسماء بعض خفافيش الليل يطلبون من صديقاتهم الوقوف من أجل ابعاد مناوي من الأمانة العامة لنداء السودان، بالرغم أنهم هم الذين قرروا الانسحاب من “نداء السودان” حتى قبل الخلاف الأخير بينا في الجبهة الثورية، وهذا الموضوع لدينا بالصوت والصورة”.

وقال مناوي إن الحركة ظلت مرابطة بمقر المفاوضات في جوبا منذ أغسطس 2019م وحتى اليوم مما يعني أنها تريد تحقيق السلام الشامل العادل من أجل استقرار البلاد حتى ينعم أهل دارفور بالأمن والأمان، وأكد أن حركته لم تنسحب من الجبهة الثورية إنما رفضت المجموعة التي تنصلت عن مشروع الجبهة وركزت أهدافها كلها في تقسيم غنائم جوبا. وأضاف “لكن الجبهة الثورية قد زادت سعتها بعد تركنا المجموعة بانضمام عدد من الحركات والتنظيمات السياسية بما في ذلك تجمعات اجتماعية ايمانا بالمشروع بعيدة عن الطموحات الذاتية”.

تنظيمات تروج للخلافات

وأعترف مناوي بوجود خلافات داخل الحركة تقع هنا وهناك لكنها ليست للدرجة التي تروجها التنظيمات المعادية، مضيفاً “وهي التنظيمات ذات الاحقاد الايدولوجية على الحركة”.

ووصف مناوي البيانات التي صدرت باسم نائبه الريح محمود، الرافضة لقرار الخروج من الجبهة الثورية، بأنها مزيفة وليست وتمت ادارتها من فندق كراون في جوبا. وأضاف “لا أريد الحديث عن  د. الريح محمود خاصة أننا قد ناضلنا مع بعض لفترة طويلة لذلك لا أريد التراشق معه في الاعلام”.

وجدد مناوي تمسك حركته برؤيتها الاصلاحية التي رفضتها الجبهة الثورية قائلاً “هي رؤية ليست كبيرة إنما موقف تنظيمي عادي جدا على كل التحالفات التي تشبه الجبهة الثورية وهي مكونات غير متجانسة عادة تجمتمع على حدود دنيا، ونحن كنا فوق الحد الأدني ولكن بعد تقييم الحركة لتجربة الثمانية أشهر رأت ضرورة تعديل الهيكل الحد الأدني اداريا وهذا حق طبيعي”.

وتابع “خلال دورة رئاستي قمت بتعديل الدستور لقبول مجموعة الحركة الشعبية شمال بقيادة مالك عقار وياسر عرمان، رغم أنهما كانا تنظيم واحد بعد فصلهم في المؤتمر ولم ننكرهم بل سارعنا بالاعتراف بانهم جناح للجبهة الثورية بالرغم من انهم مجموعة من الناس، ثانيا في عهدي تم تعديل الدستور لكي يرأس الهادي إدريس الجبهة الثورية التي كان هو في فترة تجريبية لا يستحق دستوريا ان يتولى منصب حتى أمين أمانة وتبقى له فترة أكثر من عام، لكن تطوعت حركة تحرير السودان ان تعدل النظام الأساسي، كما تنازلت له عن الرئاسة حينما كانت فترتي الرئاسية تبقي منها شهرين”.

وذكر مناوي أنه لا يى سبباً في مطالبة الحركة بتعديل الهيكل من أجل الحفاظ على وحدة الجبهة الثورية، مردفاً “فهم الآن في وضع أسوأ من هيكلة أفقية كما ان بعضهم يقولون يا ريت قبلنا بفكرة مناوي”.

خفافيش الظلام

وانتقد حديث البعض عن انسحاب حركته بسبب عدم تقلده لمنصب في الثورية خلال الأعوام المقبلة، قائلا “أنا كنت نائب رئيس الجبهة الثورية وأيضاً تنازلت عن رئاسة الجبهة طوعاً قبل انتهاء الفترة المقررة، لذلك انسحبت من المجموعة وليست من الجبهة الثورية، أما بخصوص المنصب فالتهمة مردودة على من يدعي أنني طلبت بهيكل يلغى فيه حتى منصب نائب الرئيس الذي اتولاه أنا، والآن أنا عضوا في الجبهة الثورية المكونة من أكثر من خمسة تنظيمات بهيكل أفقي لم أكون فيه رئيساً، لذلك اي ادعاء عن أنني كنت أريد المنصب هذا مجرد تغبيش لمحاولة تغطية عيوبهم”.

وأوضح أنه وجد خطابا باسم الجبهة الثورية مزيل باسماء بعض من وصفهم بــ “خفافيش الليل” يطلبون من صديقاتهم الوقوف من أجل ابعاد مناوي من الأمانة العامة لنداء السودان، مضيفاً “بالرغم من أنهم هم الذين قرروا الانسحاب من نداء السودان حتى قبل الخلاف الأخير بينا والجبهة الثورية وهذا الموضوع حمل لدينا بالصوت والصورة، لذلك مسألة مناوي فقد منصب الأمين العام لنداء السودان ليس صحيحا لأن نداء السودان لم يجتمع حتى الآن ليقرر في هذا الأمر، ثانيا الحركة لم تنسحب من الجبهة الثورية والجبهة الثورية ليست مجرد اكتظاظ في قاعات التفاوض وموائد في مطاعم الفنادق إنما هي مشروع سياسي، يقوم على برامج مشترك أولها فصل الدين عن الدولة والوحدة الطوعية، فهل هناك من يقدر أن ينكر علينا ذلك، وهل هنالك من يستطيع ان يفصح عن ذلك بخلاف حركة التحرير، لذلك أي شخص يتحدث عن انسحاب مناوي من الثورية يفقد الحيادية”.

اختطتاف الحرية والتغيير

وأكد مناوي إنتهاء لجنة اصلاح “نداء السودان” من أعمالها حيث تم بناء موقف عن الاصلاح سيتم نشر الوثائق خلال الأيام القادمة، أما بخصوص تجميد حزب الأمة القومي لعضويته في قوى الحرية والتغيير أعلن بعد اتخاذ الجبهة الثورية خطوات الاصلاح لذلك فهو تحصيل حاصل، حسب قوله. مؤكدا أنهم عازمون على تحقيق السلام.

وتابع “موقف رفاقنا في قوى الحرية والتغيير من السلام نحن ليس تنظيم واحد أو حزب واحد، ولو كان قوى الحرية والتغيير على نفس العزيمة والارادة لتحقيق السلام لكان تم الاتفاق قبل عام”، مشيراً إلى وجود أطراف بالحرية والتغيير تسيطر على التحالف لدرجة الاختطاف. وأضاف “الذين انفردوا به يعلمون أنفسهم، اذا سئلوا أين أبطال الثورة من الشباب والنشطاء والجبهة الثورية، فبهت وجوه الذين كفروا”.

وشدد مناوي على أنه يعمل من خلال حركته على تخليص الجبهة الثورية من الارتباطات الايدلوجية، وأردف “نحن نعلم من هؤلاء وأيضا يعلمون أنفسهم والشعب السوداني ليس غبياً”.

وحول اتهام رئيس حركة العدل والمساواة د.جبريل ابراهيم، لمناوي بأن خروجه من الجبهة الثورية مرتبط بطموحات مابعد السلام، ردا قائلاً “أنا من طلبت فتح منبر جوبا لجميع الحركات بينما رفض جبريل إبراهيم ذلك بحجة أن الحصص ستتناقص، وهذا الحديث في تقديري من المفترض بأن لا يأتي من جبريل بالذات خاصة أنني لم أقول ذلك”

وانتقد حديث البعض عن عدم استعجال حركته للسلام بسبب وجود قواته في ليبيا، قائلاً إن ليس له قوات خارج السودان، مردفاً “لذلك نطالب بالمكاشفة مع الذين يتهمونني من الحركات خاصة الجبهة الثورية في فضائية السودان”.

وحول موقف حركة تحرير السودان من قضية العلمانية قال مناوي “في الأصل الحركة غير دينية ودستورها يؤمن بفصل الدين عن الدولة، وفي رأيي العلمانية ليست لها ضرر حتى تنسف المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية بقيادة عبدالعزيز الحلو، لذلك يجب أن يعي الناس بأن العلمانية لا تمنع من ممارسة الشعائر الدينية، بالتالي مسألة تنازل الحكومة وقبولها للعلمانية يحتاج لمعرفة عميقة عن ماهو الوطن وماهي مكوناته”.

وأبان ان الحديث عن توقعات لخلافات أو انقسامات داخل قوى الحرية والتغيير في حال قبول الحكومة بالعلمانية أمر طبيعي لأن قوى الحرية والتغيير ليست حزباً سياسياً واحد، إنما هي تحالفات مكونة من أحزاب مختلفة البرامج والرؤى تحالفت في لحظة لم يكن أمامها خيار سوي بناء نفرة لاسقاط النظام، ولا أرى عيباً في تشاكسها.