وصف تجمع المهنيين السودانيين، تصريح رئيس مجلس الوزراء السوداني الدكتور عبد الله حمدوك، حول مجزرة فض اعتصام فتابارنو بولاية شمال دارفور، بأنه مُخيًب للآمال، ويحمل رسالة سالبة بأن الدم السوداني ليس واحد.

وقال رئيس الوزراء، على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أمس “الثلاثاء”، إن حادث فتابارنو، يجعل الحوجة ماسة وعاجلة لتحقيق السلام وإتباع النهج المؤسسي القائم على المساءلة في إطار سيادة حكم القانون.

وعدّ استمرار الخسائر في الأرواح عقبة حقيقية أمام إحداث التحول الديمقراطي بالبلاد، وأنه في حال لم تتم مواجهتها ومعالجتها بشكل مباشر فستبطئ عجلة التغيير والازدهار في السودان.

وقال “التجمّع”، في بيان، إن تصريح رئيس الوزراء، يفتقر للحساسية اللازمة لجريمة راح ضحيتها شهداء، مع نهب وحرق لممتلكات، نفذها مسلحون بحق مواطنين عزّل وليس لها أي تكييف آخر حتى يتحدث عنها حمدوك، بمثل هذا التسطيح والإبهام.

واعتبر وصف رئيس الوزراء، لتلك الجرائم بـ”الحوادث”، بأنه تهرُّب من مواجهة ما ارتُكب من انتهاكات، ويوحي بأنه اقتتال أهلي أو تناوش بين مجموعتين من المواطنين، لا بين مليشيا مسلحة فالتة معتدية أطلقت النار على معتصمين سلميين.

وأضاف تجمع المهنيين:”الحديث عنها باعتبارها حوادث هو تقييد للجريمة ضد مجهول، وهو أمر يتناقض مع رسالة رئيس الوزراء حول المساءلة في إطار سيادة حكم القانون، بتغافله هنا عن الخارجين، بسلاحهم، على حكم القانون”.

واستغرب “التجمع”، لحديث رئيس الوزراء، بأنه إذا لم تتم مواجهة ومعالجة هذه الحوادث بشكل مباشر فستبطئ عجلة التغيير والازدهار في السودان.

ورأى أن حمدوك، كأنما يُملي مسؤولياته على آخرين، أو كأن هذه المشكلات ستُحل من تلقاء نفسها.

وأضاف: ” لا معنى لأن يصدر هذا التصريح من المسؤول الحكومي الأول، بل كان المنتظر منه أن يذكر، هو بالذات، قراراته وإجراءاته الفورية لاحتواء العدوان والانفلات”.

وأكد تجمع المهنيين السودانيين، أن رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك، أرسل بهذا التصريح رسالة سالبة وباهتة للمعتصمين في فتابرنو وغيرها، مفادها أن الدم السوداني ليس واحد، وليس غالٍ أينما كان.

وقال إن تصريح رئيس الوزراء، أظهر وكأن السلطة الانتقالية تقف على الحياد بين المليشيات المنفلتة والمواطنين السلميين.

وأضاف:”هذا التصريح الذي تأخر بالأساس، يجيء بعد اكتمال مهلة الأسبوعين التي وعد رئيس الوزراء أن يتخذ خلالها قرارات تستجيب لمطالب مليونيات الثلاثين من يونيو 2020، لكنه يأتي مخيبا للآمال إزاء هذه الجريمة في فتابرنو وبعيدًا كل البعد عن ملامسة روح مطالب المليونيات”.

وطالب” التجمع”، السلطة الانتقالية وفي مقدمتها رئيس الوزراء بتدارك هذا القصور والبت في تدابير حازمة تعيد وضع الأمور في نصابها وترد الحقوق.

وأعاد التذكير بأن مؤسسات السلطة المدنية الانتقالية المكونة حتى الآن، أتت بتضحيات الشعب ودماء الشهداء، وأنه ينبغي أن ترتقي لمستوى تطلعات الجماهير وأهداف ثورتها واستحقاقاتها، وأولها احتكار أدوات العنف وحماية أرواح كل المواطنين السودانيين وحقهم في الأمن والعيش الكريم.

وقال تجمع المهنيين السودانيين، إن على الذين قدمهم الشعب لقيادة الفترة الانتقالية، أن يعلموا أن قوى شعبنا الثورية حية ويقظة ولن تقبل التراجع عن مكتسبات ثورتها أو تكرار مجازر الإبادة أو استمرار مهازل النظام البائد.

وجاءت تصريحات حمدوك، نهار أمس ورد تجمع المهنيين السودانيين عليها ليلاً، على خلفية هجوم نفذته مليشيات مسلحة تمتطي درجات نارية وخيل، صباح “الإثنين” الماضي، مما أسفر عن وقوع نحو 9 قتلى وعشرات الجرحى، مع عمليات نهب واسعة لممتلكات المواطنيين، الأمر الذي جعل حكومة شمال دارفور، تعلن حالة الطوارئ في مختلف أنحاء الولاية اعتبارا من أمس “الثلاثاء” وحتى إشعار آخر.