الخرطوم- دارفور24
أجرت دارفور24 مقابلة صحفية مع المعتقل بالسجن الحربي للقوات المسلحة “علي رزق الله” المعروف “بالسافنا”
السافنا اعتقلته قوات الدعم السريع في العام 2017م على خلفية دخوله معها في مواجهات مسلحة عندما اعلن رفضه نهج الحكومة- وقتها- الرامي لجمع السلاح من أيدي المواطنين ومنع استخدام سيارات الدفع الرباعي بدارفور.
في هذا الحوار تطرقنا الى الحالة الصحية للمعتقل وأوضاع أسرته في فترة اعتقاله، وكيفية المعاملة التي يجدها من سجانيه، بالاضافة الى ظروف محاكمته.
* تدهور حالته ورفض الدعم السريع مقابلته للاطباء
يقول المعتقل “علي رزق الله” الشهير  ب”السافنا” ان وضعه الصحي يزداد سواءً الامر الذي دفعه الي تقديم الطلب  لادارة السجن الحربي السماح له بمقابلة أخصائي واجراء فحوصات رنين قلب وفي ذات يوم تم اخراجه من الزنزانة الى حافلة “هايس” لتقله الي طبيب قلب، ولكن توقفت العربة منتصف الطريق ثم عادت الي السجن، وعندما استسفر أجابه الحرس ان تعليمات عليا من قيادات صدرت من قيادة الدعم السريع بمنع الذهاب به إلى اختصاصي قلب.
يؤكد السافنا أن حالته الصحية الان سيئة جدا لان ضربات قلبه في ازدياد، ويحتاج لمقابلة طبيب مختص لمعرفة اسباب ما يعانيه من زيادة دقات القلب، وهو يعاني من أمراض مزمنة أخرى، بالاضافة الى اعاقته الدائمة التي ألزمته الحركة عبر كرسي محترك.
* معاملة قاسية في السجن
كشف السافنا عن سوء معاملة تلقاها  في السجن طيلة الخمس سنوات التي قضاها معتقلاً، وانه مكث ثلاث سنوات في الحبس الانفرادي في زنزانة فُتح بابها ثلاث مرات فقط، واحدة منها لتغيير الاقفال ومرتين لمقابلة الضابط المسؤول في السجن، وقال معي شابين اثنين احدهما بلغ الرشد داخل السجن، تم تحويلنا خلال هذه الفترة إلى عدة معتقلات، احدهما في عمارة الأمن في موقف شندي، ومعتقلات الاستخبارات في القيادة العامة للجيش، وقضينا عام في معتقل الجيلي، ولم يسمح لاهلنا معرفة أماكن اعتقالنا، في هذه المدة واجهنا اسوأ معاملة، حيث لا يسمح لنا بدخول دورات المياه الا مرة واحدة في اليوم، وفي بعض الاوقات رغم اننا نعاني احياناً من حالات اسهال، بالرغم من التشدد عليهم استطاعوا التواصل مع اهلهم بعد عام كامل بواسطة حراسات السجن الذين يوصلون رسائلهم ويعودون بالرد.
ويقول السافنا انه خلال هذه الفترة ظلت ادارة السجن تقدم له وجبة واحدة من الفول أو العدس، وبسبب معاناته من امراض معدة لا تسمح بهضم هذه الماكولات، ظل يكتفي بأكل الرغيفة وارجاع الفول والعدس.
* نقل أطفاله الى السجن
قال ان  الظروف المعيشية القاسية دفعت زوجتيه الي تسليمه ابنائه الثمانية داخل السجن، لأنهن لا يستطعن توفير متطلبات الحياة اليومية لهم، ويكفي انهن تحمل المسؤلية طيلة فترة الخمس سنوات، أطفالي أكبرهم يبلغ عمره عشرة سنوات وأصغرهم أربعة سنوات مكثوا معي يومين في نفس الغرفة المحبوس فيها، فاقترحت عليّ إدارة السجن تحويلهم الي دار الأطفال فاقدي السند، ووافق على المقترح، ولكن ناظر الزريقات محمود موسى مادبو تدخل باعادتهم الي امهاتهم والتكفل بالاعاشة.
* رفض المحكمة
يرفض “السافنا” المثول امام المحكمة لعدة اسباب منها هي محكمة عسكرية سرية خاصة شكلها المخلوع عمر البشير لمحاكمته، الشاكي في البلاغ والمتحري والنيابة جميعهم من مؤسسة واحدة، ووجهت المحكمة لي  تهم بعضها اصبح شرف مثل تهمة تقويض النظام الدستوري، وتساءل السافنا: ما جريمتي وأنا كنت اعمل لاسقاط حكومة عمر البشير بالسلاح نفس الفعل قام به حميدتي والبرهان بمشاركتهم في التخطيط واذاعة بيان بن عوف الذي جاء داعم لثورة الشعب السوداني..؟
ويقول: عندما شعرت قوات الدعم السريع بصعوبة اثبات التهم التي وجهت إليه، فتحوا بلاغ بالمادة 130القتل العمد، زعموا ان عدداً من جنودهم قتلوا لحظة اعتقالي في تبادل إطلاق النار، بينما يدافع السافنا عن نفسه بقوله: انه شخص معاق لا يستطيع حمل السلاح، بل قبض عليه هو ومجموعته دون تبادل اطلاق نار.
ويقول بناء على كل ما سبق قررت عدم الذهاب للمحكمة، وانتظر الآن حكمها غيابياً حتى لو كان اعدام.
 * لقاءات مع دقلو
ذكر انه التقى بقائد ثاني الدعم السريع الفريق عبدالرحيم دقلو في احدي الشقق بالخرطوم، وكان ذلك قبل اطلاق سراح مجموعة الشيخ موسى هلال، بحضور لجنة وساطة من قبيلة الزريقات برئاسة وكيل الناظر الفاضل سعيد مادبو ووالي شرق دارفور الحالي محمد عليو،  وانهم في اللقاء طمئنوا الفريق عبدالرحيم بأنهم لن يكونوا أعداءً لهم حال خروجهم من السجن، ولكن عبد الرحيم دقلو اشترط عليهم خمسة شروط وافق عليها الشيخ موسى هلال لذلك افرج عنه، وانا رفضت الشروط وفضلت البقاء في السجن .
يتهم السافنا ضباط في الدعم السريع بتصفية الحسابات معه وقال ان الدليل على ذلك ان الاستخبارات العسكرية رفضت بقائه في السجن وطلبت من الدعم السريع استلامه، ولكن توجيهات عليا وصلت لقيادة الاستخبارات العسكرية بأن تبقيه معها في فترة المحاكمة، وان التوجيهات بتشديد الحراسات عليهم في السجن ايضاً صادرة من الدعم السريع، وان المحكمة العسكرية نصحت محاميه بالسعي للوصول إلى صلحٍ بينه وحميدتي، ولكنه يقول: سبق أن دفعت دية مغلظة لقتيل من الدعم السريع ولم نجد صلح، وأن أقرب معالجة لقضيته- حسب وجهة نظره- هي أن يصدر عفو من رئيس المجلس السيادي الفريق عبدالفتاح البرهان او نائبه الفريق محمد حمدان دقلو .
ووقع المقدم السافنا في الاسر في العام 2017م اثناء معارك بين قوة يقودها وقوات الدعم السريع بشمال دارفور اثناء تنفيذ الحكومة السابقة لحملة جمع السلاح وعربات الدفع الرباعي من ايدي المواطنين، وكان السافنا اعلن مناهضته لتلك الحملة وعاد الي التمرد ضد حكومة المخلوع عمر البشير من جديد ، بعد اتفاق وقعه معها وتم استيعاب السافنا في بند الترتيبات الامنية برتبة مقدم في الجيش السوداني.