الخرطوم- دارفور24
قال المتحري في بلاغ مقتل الرقيب بالاستخبارات العسكرية، العقيد شرطة “حامد شانتينا علي” التابع للإدارة العامة للمباحث والتحقيقات الجنائية إن فريق “ثلاثي” مكوّن من جهاز المخابرات والاستخبارات العسكرية ومباحث أمن الولاية، تولى مهمة إلقاء القبض على كافة المتهمين، البالغ عددهم “20” متهم، تم شطب البلاغ في مواجهة “12” منهم لعدم كفاية الأدلة، والتحفظ على “8” آخرين.

وقال “شانتينا” ان كافة المعلومات المتعلقة بالبلاغ تم أخذها من مباحث الولاية والاستخبارات العسكرية، إضافة إلى ما أدلت به “مصادر غير نظامية”

 

وأقر بأن التحري وإلقاء القبض في جميع بلاغات 130 مهمة الشرطة والنيابة العامة فقط ولا علاقة للجيش أو جهاز المخابرات بها.

 

اتهام للاستخبارات بتوجيه التحري

تقول هيئة الدفاع عن المتهمين الثمانية إن الاستخبارات العسكرية وجهاز المخابرات العامة تدخلت بدءً من إلقاء القبض على المتهمين وتوجيه مجريات التحري، حيثُ وجهت أسئلة لموكليها لا علاقة لها بالبلاغ البتة.

 

وقالت ممثل الدفاع عن المتهم الرابع رنا عبد الغفار إن موكلها سوئل أثناء التحري معه عن كيان “غاضبون بلا حدود” والناشط المجتمعي ناظم سراج و”الدرقات” وهي قطع من الحديد أو الخشب يستخدمها المتظاهرون لحماية أنفسهم أثناء المظاهرات.

 

واستنكرت هيئة الدفاع عدم التحري مع موكليها حول طريقة إلقاء القبض عليهم والعنف المصاحب لها، وتعرض بعضهم للتعذيب، واصابة المتهم حمزة صالح بمضاعفات الفشل الكلوي.

 

وقال ممثل هيئة الدفاع عن المتهم الثاني “معتز المدني” إن موكله تعرض داخل الحبس لمشاكل صحية بالغة، واُصيب بالفشل الكلوي، وطالبت النيابة العامة بإيداع التقارير الطبية، وهذا ما لم يحدث.

 

وأكد “شانتينا ” عدم تحريه مع المعتقلين عن طريقة الاعتقال أو الجهة المنفذة له، كما أنه لم يزور مسرح الجريمة ولم يطلع على الرسم “الكركي”.

 

واعتقلت السلطات في اوقات متفرقة “20” متهماً شطبت البلاغ في مواجهة “12” منهم، وتحفظت على “8”.

 

وقال المتحري حامد شانتينا إن تحديد المتهمين الثمانية تم بناءً على إفادات أُخذت من متهمين اطلق سراحهم، واقوال الشهود واقوال مقدم يتبع للاستخبارات العسكرية يدعى “محمد عوض”.

 

وأشار الى ان كافة بلاغات 130 التي تولى التحري فيها تم تحويلها من النائب العام الى نيابة التحقيقات الجنائية أو بتوجيهات مباشرة من مدير عام الشُرطة، وهذا ما لم يحدث في البلاغ الماثل امامه، بيد انه لا علم له بالجهة التي قامت بتحويله لهم في التحقيقات الجنائية.

تضارب أقوال

جدل كثيف دار حول ثياب المجني عليه “ميرغني الجيلي” أثناء تواجده بين المتظاهرين في الموكب “مليونية 8 مارس ” الساعة الرابعة مساء. حيث ذكر الشاهد “جاد كريم” بأنه كان يرتدي جلابية “على الله” باللون الأبيض، بينما قال شاهد الاتهام- وفقاً لما ورد في يوميات التحري- إن المجني عليه كان يرتدي “بدلة سفاري” وقام لاحقاً بخلع القميص وارتداء آخر.

 

حضور كثيف

وتشهد جلسات محاكمة “8” متهمين- عُرفوا بمشاركتهم الفاعلة في الحراك الثوري المستمر منذ انقلاب 25 أكتوبر الماضي- بمعهد العلوم القضائية بالعاصمة الخرطوم، حضوراً كبيراً للثوار من عضوية لجان المقاومة والكيانات الثورية وسط اجراءات أمنية مشددة.

 

وحددت المحكمة -الإثنين- من كل أسبوع، الساعة 11 صباحاً، موعداً لمباشرة الجلسات محاكمة المتهمين في حادثة مقتل “ميرغني الجيلي” وهو رقيب بالاستخبارات العسكرية التي وقعت في الثامن من مارس الماضي على مقربة من محيط القصر الرئاسي بالعاصمة الخرطوم.