جولة وفد الحرية والتغيير المجلس المركزي على دول الاقليم

الخرطوم- دارفور24
مع مرور كل يوم تتضاءل فرص نجاح المبادرات الدولية والإقلمية لحل الصراع الدائر في السودان بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع منذ 15 ابريل الماضي، ويتوسع نطاق المصالح الاقليمية والدولية في الوضع في السودان، في ظل ذلك بدأ يطفو إلى السطح الحديث عن أهمية الدور الداخلي، فقد بات هذا الصراع يهدد مكتسبات الثورة السودانية بل تسبب في شرخ مجتمعي قد يؤدي الى تلاشي البلاد.

 

فقبل اسبوعين تحدث حاكم إقليم دارفور مني اركو مناوي- وهو كان كثير التحذير من اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع في الأسابيع التي سبقت اطلاق الطلقة الأولى للمعارك بين الطرفين- تحدث عن استعداده لقيادة مبادرة لانهاء الحرب في السودان، وألحق حديثه بتغريدة على تويتر قال فيها: إن الحرب في السودان دخلت مرحلة حرجة تهدد وحدة البلاد، وقد تضاءلت فرص النجاح لكل المبادرات الإقليمية والدولية للخروج من الأزمة.

حاكم إقليم دارفور مني اركو مناوي
حاكم إقليم دارفور مني اركو مناوي

وأضاف: إزاء هذا الانسداد نجدد مرة أخرى المبادرة الوطنية للمصالحة، ونأمل أن تكلل بالنجاح وتكون مدخلاً لوقف اطلاق النار استجابة للاوضاع الانسانية، والانطلاق نحو الحوار الشامل لمخاطبة جذور الازمة السودانية.

 

وبحسب مناوي فإن دور المجتمع الإقليمي والدولي يجب أن يكون دورًا مسانداً للمبادرة، وأكد أنه على اتم استعداد للتواصل مع الجيش والدعم السريع.

 

في غضون ذلك قال الناطق باسم العملية السياسية خالد عمر يوسف- مساء الجمعة- ان الحرية والتغيير تبذل جهداً الآن لتنسيق المبادرات الداخلية لأجل تكوين جبهة وطنية عريضة وربطها بالمبادرات الدولية والإقلمية، كاشفاً عن تواصل مستمر مع طرفي الصراع، وحثهم على منصة واحدة للحل وهي منصة “جدة” التي تعول عليها الحرية والتغيير.

خالد عمر الناطق باسم العملية السياسية في السودان
خالد عمر الناطق باسم العملية السياسية في السودان

وأضاف خالد يوسف في ندوة عبر منصة تويتر: نحن متواصلون باستمرار مع الطرفين لحثهم على وقف القتال، والجلوس للتفاوض وصولاً لحل سلمي.

 

وفي بحر هذا الاسبوع بدأ وفد من الحرية والتغيير “المجلس المركزي” جولة على عدد من دول الاقليم شملت “أوغندا وكينيا وأثيوبيا، ومن المقرر بحسب مصادر ان يصل الوفد المملكة العربية السعودية وتشاد وذلك للدفع بجهود المجتمع الدولي والاقليمي لوقف الحرب، واقناعه بضرورة اصحاب الرؤية المدنية في المعالجة الكلية للأزمة السودانية.

 

فهل تفلح المبادرات المحلية في تحقيق ما عجزت عنه حتى المبادرات الدولية والإقلمية..؟

التوقيع على اول اتفاق في جدة
التوقيع على اول اتفاق في جدة

الاجابة على هذا السؤال تقود الى دور المحلي وقدرته على احداث الفارق، فقد شهدت مدن الفاشر ونيالا والضعين فور اندلاع الحرب مبادرات محلية لايقاف الحرب، هذه المبادرات حققت نجاحاً ضئيلاً بقدرتها على وقف الاشتباكات في مدينتي الفاشر ونيالا لعدة اسابيع، لكنها انهارت بعد بسبب التطورات الطبيعية لهذه الحرب، وعدم امتلاكها ادوات الضغط والمحاسبة لأي طرف يخترق الاتفاق، اما في مدينة الضعين فقد نحجت المبادرة بفضل قدرة الادارة الأهلية على التأثير وفرض أجندة أمن واستقرار الولاية على قادة الجيش والدعم السريع، ولم يدخل الطرفان في أي اشتباكات رغم محاولات اطراف عدة “الكسابة” جر المدينة الى اتون الحرب.

 

لكن المحلل السياسي وائل محجوب يرى أن المبادرات الوطنية لن تستطيع أن تجمع بين الجيش والدعم السريع في طاولة حوار.

 

وقال ان تعقيدات هذه الحرب المتمثلة في الحصيلة الكبيرة لخسائر الطرفين في الأرواح والعتاد قياساً بالفترة الزمنية للحرب، اضافة الى انتشار الجيشين، والانتهاكات التي ارتكبت بحق المدنيين كلها تقلل من نجاح المبادرات الوطنية، وأضاف “رغم ان السعودية وامريكا اللذان يقودان مبادرة جدة دولتان ثقيلتان على مستوى السياسة الدولية والإقلمية ويستطيعان ان يوفرا ضمانات لأي اتفاق الا ان مبادرتهما اصطدمت بتعقيدات هذه الحرب وتعثرت في الوصول لهدن مستمرة وخالية من الخروقات والانتهاكات.

 

وتابع “لذلك لا اتصور لأي مبادرة وطنية لا تملك ضمانات وقدرة على الضغط على الطرفين ان تنجح في وقف القتال او قيادة الطرفين للتفاوض في ظل التقاطعات الداخلية ما بين مؤيدي طرفي الحرب، اضافة الى تقاطعات مصالح الاطراف الإقليمية مع طرفي الحرب”

 

ونبه محجوب الى ان الوصول لوقف اطلاق نار في هذه الحرب عملية معقدة تحتاج الى لاجراءات فنية وتدابير للمراقبة، وتأمين معسكرات للطرفين لسحب قواتها خارج مناطق القتال، وان تجد هذه المعسكرات ضمانات بعدم التعرض للهجوم.

 

فيما يرى الصحفي عز الدين دهب أن القوي السياسية- التي بدأت حراكها هذا الاسبوع- تأخرت كثيراً في التحرك لطرح مبادرات لأجل ايقاف الحرب الدائرة في السودان منذ منتصف أبريل، وبهذا التأخير ازداد الأمر سوءً وتعقد المشهد تماماً وتوسعت رقعة الحرب وأخذت منحنى خطيراً خصوصاً بعد أن دخلت القبائل على الخط في تأييدها لأحد طرفي الصراع، مما يفتح الباب واسعاً لاحتمالات الحرب الأهلية ما لم يتم تدارك الأمر.

 

وقال إن غياب القوي السياسية عن المشهد في الفترة الماضية أحدث فراغاً كبيراً ملأته البنادق والقنابل والرصاص التي كانت على أجساد وبيوت المواطنين والبنية التحتية فدمرت المؤسسات بلا هوادة.

وأضاف: القوى السياسية السودانية عليها أن تخجل من هذه الفضيحة التي لازمتها على مدار أكثر من شهرين، وهم يتوارون خوفاً وعجزاً عن الوقوف أمام هذا التهور العسكري الذي عبث بقدرات البلاد.

جولة وفد الحرية والتغيير المجلس المركزي على دول الاقليم
جولة وفد الحرية والتغيير المجلس المركزي على دول الاقليم

وتابع: في تقديري المبادرة السعودية الأمريكية مهدت الطريق أمام تدخلات سياسية لإيقاف الحرب.

 

لكن دهب يرى أن على القوى السياسة السودانية أن تتواصل فيما بينها والتفاكر حول طرح مبادرة لإيقاف الحرب وعودة المسار السياسي، لكن المراقب للوضع ان جناحي الحرية والتغيير لا زالا في حالة التناقض والتنافر الذي كانا عليه قبل الحرب، فهل عدم تقارب وجهات النظر بين القوى السياسية في الداخل سيكون له أثر على عدم الوصول الى حلول تضع حداً لهذه الحرب التي يصفها طرفاها بأنها عبثية، والانتقال الى المسار السياسي الذي يقود الي تحول ديمقراطي في البلاد..؟