مسلحون من قبيلة السلامات يحرقون منطقة مركندي

نيالا- دارفور24

الحرب الدامية بين قبيلتي بني هلبة والسلامات التي تشهدها عدة مناطق بجنوب دارفور خلفت مئات القتلى والجرحى وأوضاعاً انسانية مأساوية حيث أدت الى نزوح وتشريد آلآف الأسر من القبلتين اللتين كانتا متعايشتين لمئات السنين.

نزوح وتهجير

وقال مفوض العون الإنساني بجنوب دارفور صالح عبد الرحمن قال لدارفور24 إن الصراع تسبب في نزوح أكثر من 10 آلاف شخص من الطرفين من مناطق كبم، مركندي، دمبار كثير من القرى في التي تقع في جنوب ووسط دارفورففي الوقت الذي نزحت فيه أسر السلامات الى محلية السلام بالقرب من عاصمة الولاية نيالا ومنطقتي “ام دخن وكبار” بوسط دارفور توجهت أسر من قبيلة بني هلبة جنوباً إلى محلية رهيد البردي”.

 

وأوضح صالح أن مناطق “أبو عجورة، بلبل تمبسكو، بلبل دلال عنقرة” استقبلت أكثر من 5 آلاف شخص من قبيلة السلامات، ولم تقدم لهم أي خدمات من قبل المنظمات الوطنية والدولية بسبب الوضع الأمني في عموم الولاية.

 

بينما قال المدير التنفيذي لمحلية رهيد البردي زكريا أنقابو لدارفور24 إن أكثر 5 آلاف شخص وصلوا مدينة رهيد البردي 163 كيلومتر غربي نيالا عاصمة جنوب دارفور، وأضاف “النازحون يعيشون في وضع سيئ، حيث تفتقر مراكز الإيواء في المدارس والمؤسسات لأدني مقومات الحياة”. وناشد أنقابو بسرعة تدخل المنظمات الوطنية والدولية لتوفير مساعدات إنسانية عاجلة.

 

ويقول “عثمان موسى” وهو أحد ابناء السلامات نشأ مع اسرته في منطقة مركندي انهم تم ترحيلهم بعد الهجوم على مدينة “كبم” في الرابع من اغسطس الى محلية ام دخن الحدودية مع دولة تشاد، واضاف: خرجنا بمساعدة سكان مركندي بعد أن اصبح بقائنا في المنطقة خطراً على حياتنا، لكننا تركنا كل شئ في المنطقة ونفدنا بأنفسنا، ومنذ عشرات السنين تتشارك الاسر من قبائل بني هلبة والسلامات والفور والمسيرية الحياة في مركندي يتعايشون في أمن واستقرار ومصاهرة وانساب، لكن بعد النزاع الذي وقع بين قبيلتي المسيرية والسلامات في السنوات الماضية خرجت اغلب الأسر من القبيلتين من المنطقة وتبقت بعض الاسر متمسكة بالبقاء.

 

ويقول شاهد العيان عدنان شرف الدين إن أعداد من أسر قبيلة السلامات نزحوا من “مركندي” إلى مدينة “أم دخن” بولاية وسط دارفور بعد تأمين خروجهم بواسطة أفراد من قبيلة بني هلبة بعد أحداث “كبم”.

 

أسباب الصراع

يقول القيادي الأهلي بقبيلة بني هلبة “أحمد علي محمد محمود” إن أسباب الصراع بين القبيلتين تعود الى أنه في الرابع من أغسطس الماضي دخل مسلحون من قبيلة السلامات على متن عربة “لاندكروزر” الي منزل الزعيم الأهلي المقدوم “ابراهيم البشاري” وسرقوا سيارة تتبع لشرطة المحلية كانت تقف بمنزله، فتتبعهم فزع أهلي من أبناء بني هلبة وقتل منهم ثلاثة وأعاد السيارة المنهوبة.

 

وأضاف: عقب إسترداد السيارة حشد الطرفان آلاف المقاتلين من الشباب والشيوخ وتبادلوا الهجمات ما أدى إلى مقتل وجرح أكثر من 320 شخص وحرق عدد من المناطق من بينها “كبم ومركندي” والقرى المحيطة بها.

 

فيما قال الناشط من ابناء قبيلة السلامات سالم النو لدارفور24 ان الصراع بدء بحادث جنائي فردي شارك فيه أحد أبناء قبيلة بني هلبة يتبع للدعم السريع وقام بالإتفاق مع آخرين من ابناء السلامات بنهب سيارة الشرطة، وأضاف: هذا الموقف تم تفسيره خطأ من أبناء بني هلبة وتم بسببه استهداف السلامات وتحويله من حادث فردي لحرب بين القبيلتين.

 

لماذا فشلت مساعي الصلح

جرت عدة محاولات لانهاء القتال بين بني هلبة والسلامات منذ اندلاعه في مطلع اغسطس الماضي، فعقب الهجوم على مدينة “كبم” أسرع قادة ميدانيون بقوات الدعم السريع بالخرطوم إلى عقد مؤتمر صلح في أواخر اغسطس الماضي وقع عليه شقيق ناظر بني هلبة دكتور مهدي دبكة وشقيق أحد عمد السلامات دكتور خليل عبد الله حسن، وقال مسؤول المصالحات بقوات الدعم السريع العقيد موسي أمبيلو لدارفور24 إن الإتفاق قضى بوقف الأعمال العدائية بين الطرفين وإعادة فتح الأسواق ودفع الديات وعودة الحياة بين القبيلتين لطبيعتها، ولكن بعد ثلاثة أيام فقط هاجم مسلحون من قبيلة السلامات قرى تابعة لبني هلبة فنسفت الصلح”.

 

ومن ثم تدخل زعماء الادارة الاهلية بالولاية وأفلحوا في توقيع وثيقة لوقف العدائيات بين الطرفين في منطقة “مكجر” بوسط دارفور، لكن جميع تلك المساعي باءت بالفشل، وتأسف الناشط “سالم النو” لفشل مساعي الصلح بين القبلتين، وطالب الإدارات الأهلية بالتدخل مرة أخرى لوقف القتال.

 

فيما ابدي عضو لجنة الصلح بين الطرفين العمدة “يعقوب ادم عيسي” آسفه لعدم إحترام الطرفين لمخرجات وثيقة “مكجر” وقال إن بعض عناصر قبيلة السلامات خرقوا الصلح وبادروا بالهجوم على منطقة “مركندي” بعد أقل من اسبوعين من التوقيع على الاتفاق. وناشد يعقوب الطرفين لوقف الإعتداء على بعض.