كلمة ــ دارفور 24 

كشف الرئيس العام لمعسكر كلمة للنازحين الواقع بمحلية بليل شرقي نيالا بجنوب دارفور، إسحق محمد عبدالله “أنتربول”، عن تفاقم الأوضاع الإنسانية للنازحين بمعسكرات الولاية وخاصة معسكر كلمة.

والخميس، توفى طفل بمركز التغذية بمخيم كلمة بعد أن أحضرته والدته من مخيم السلام جنوبي نيالا، مما يؤكد الوضع الحرج الذي وصله إليه الأهالي جراء النزاع.

وقال أنتربول، لـ “دارفور 24″، إن السكان مهددون بخطر الموت لفقدهم الغذاء بجانب معاناة الأطفال من سوء التغذية، حيث أصبح غالب السكان لا يملكون شيئا لإطعام أطفالهم ووضعهم أصبح مأساوى.

وطالب أنتربول وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بعدم الإنتظار وسرعة التحرك لإنقاذ كافة المواطنين بالسودان من خطر المجاعة.

ووجه رسالة فى ذات الخصوص إلى الأطراف المتحاربة من الجيش والدعم السريع بالنظر للحالة الإنسانية للسكان وفتح المسارات للمساعدات الإنسانية لأن المواطن وصل لمرحلة الصفر.

وكشف اسحق أنتربول عن ظهور إسهالات لأطفال بمعسكر كلمة خلال الثلاثة أيام الماضية.

وشدد على أن النزوح، قبل اندلاع الحرب الحالية، كان محصورا في المعسكرات التى ظل أهلها يعانون لأكثر من عشرين عاما، لكن اليوم معظم المواطنين في السودان أصبحوا مابين نازحين ولاجئين.

وتابع: “كفاية نزوح وموت بهذه الصورة العشوائية ونتمنى أن يتحقق السلام الشامل ويأتى شخص للبلاد يشيلنا كلنا ويطلعنا لبر الأمان”.

بدوره، قال المنسق العام لمعسكرات النازحين واللاجئين بدارفور يعقوب محمد فري إن الأوضاع الإنسانية بالمعسكرات والمدن كارثية تستدعى التدخل العاجل للمنظمات الإنسانية.

وأشار فري لـ “دارفور 24” إلى أن سكان معسكر كلمة ومعسكرات أخرى، لم يدخلها الغذاء لعام كامل مع ضعف الخدمات الصحية.

وأفاد بأن معسكر كلمة استقبل، إبان المعارك التى دارت بينالا، أعداد كبيرة من الأسر التى فرت من المدينة ورغم معاناة النازحين إلا إنهم إستقبلوهم وقاسموهم المعاش.

وقال فرى إن المعسكر حاليا به مايقارب الـ 500 ألف من السكان ويعانى أهله من نقص الغذاء وكذلك المياه التى وصفها بالغير صحية.

وذكر يعقوب بأنها ذات المعاناة التي يواجهها غالبية السكان في مدن دارفور، لكن حالة المعسكرات أشد سوء وتعقيد. مطالبا الأطراف المتحاربة أن يحركوا ضمير الإنسانية داخلهم من أجل الضعفاء بالبلاد.

وأبدت مسؤولة المرأة بمعسكر كلمة حنان حسن، عن أسفها فى أن يكون المواطن البسيط ضحية المشاكل الدائرة بين الطرفين.

وطالبت حنان، خلال حديثها لـ “دارفور 24″، الأمم المتحدة وحقوق الإنسان بالتدخل العاجل لإنقاذ النساء والأطفال من المعاناة والموت بسبب الجوع وفتح المسارات لدخول المنظمات عاجلا لتقديم المساعدات لكل مواطنى السودان.

وأشارت إلى أن النازحين والمقيمين فى المدن بسبب هذه الحرب أصحبوا متساوون فى المعاناة ويحتاجون للأمن والغذاء والصحة والتعليم.

وأضافت: “نحن في معسكرات النزوح واللجوء لعشرين سنة ظللنا نعانى ولكن هذا العام تضاعفت المعاناة لأننا كنا نذهب للمدن ونشتغل لكى نجلب المعاش للأبناء لكن اليوم حتى المدن فى منها غالبية السكان ونهبت الأموال والممتلكات ودمرت المؤسسات وأصبحنا لا حول لنا ولا قوة”.

وشاهد مراسل “دارفور 24” من معسكر كلمة صور المآسي على وجوه سكانه وفقدهم للغذاء، إلى جانب شح مصادر المياه، كما أن الذرة الذي كان يباع في أسواق المعسكر انحسر بصورة كبيرة.