الشيخ الياقوت: دارفور: 24 فشلت لجنة
برلمانية من المجلس الوطني السوداني في إثناء طلاب دارفور الذين تقدموا باستقالاتهم
من جامعة بخت الرضا عن قرارهم الذي اتخذوه بالعودة الى مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور
واعادتهم الى الجامعة واعطاء فرصة لايجاد حل لقضيتهم التي شغلت الرأي العام هذه الايام،
وقال عضو البرلمان المستقل (محمد طاهر عسيل) لدارفور24 الى انهم مجموعة من نواب المجلس
الوطني توجهوا يوم الجمعة من الخرطوم الى موقع تواجد الطلاب في قرية (الشيخ الياقوت)
واستمعوا الى موقف القضية من قبل الاجهزة الامنية بولاية النيل الابيض قبل ان يجلسوا
مع الطلاب والاستماع إليهم، واشار عسيل الى انهم حاولوا اقناع الطلاب بالعودة الى الجامعة
ومن ثم يسعون لمعالجة ما القضية الا انه قال ان الطلاب كانوا متمسكين بقرار السفر الى
الفاشر، رغم انهم شرحوا لهم ان سفرهم للفاشر قد يؤدي الى قتل القضية وضياع حقوقهم،
وذكر انهم اوضحوا للطلاب ان وجودهم داخل ولاية النيل الابيض له دلالات تخدم قضيتهم،
ويجعلها تحت دائرة الضوء، وتناول الرأي العام، عكس ما قد يحدث في حال سفرهم للفاشر،
واضاف (نحن اجتهدنا معهم لاعادتهم للجامعة لكن في الآخر وجدنا ان القضية ما بتتحل والطلاب
مصرين على العودة للفاشر على الرغم من اننا قلنا لهم ان العودة للفاشر لو ما عقدت المشكلة
ما بتحلها) واوضح عسيل ان النواب اوضحوا للطلاب ان القضية تقع تحت مسئولية وزارة التعليم
العالي والجامعة التي تقع في ولاية النيل الابيض، وان اي ولاية أخرى يسافرون إليها
لن تستطيع ان تجد لهم حلاً للمشكلة، فضلاً عن انهم كنواب تقدموا بخطاب الى وزارة التعليم
العالي للجلوس معها لمعالجة القضية، وقال انهم اوضحوا للطلاب ايضاً انهم عندما يسافرون
سوف لن تسمح لهم الاجهزة الامنية بالعودة مرة أخرى للنيل الابيض للبحث عن حقوقهم الخاصة
بالقضية، وتابع (بالفعل جاءت البصات وركبوا متجهين الى الفاشر) واعرب عسيل عن أمله
في ان يقنع الطلاب بعضهم بالنزول في مدينة الدويم. بينما اشار احد اعضاء اللجنة لدارفور24-
فضل حجب اسمه- ان الاجهزة الامنية كانت ترتب لترحيل الطلاب من منطقة (شيخ الياقوت)،
واضاف (ولو اننا تأخر قليلاً لأجبرتهم على السفر، وكان يمكن ان تحدث مشاكل، لكنها لم
تقم بذلك بسبب وصولنا في الوقت المناسب، والذي اسهم في تهدأت الوضع) وذكر انهم وجدوا
الطلاب في وضع صعب حيث منعتهم الجهات الامنية من دخول (البلدة) الا لاداء الصلوات واجبرتهم
على البقاء في العراء في الجانب الغربي من طريق الاسفلت والبلدة في الجانب الشرقي،
وابان انهم يشربون المياه من (ماسورة) في مدرسة مجاورة لموقعهم، بجانب انهم وجدوا عشرة
سيارة شرطة مرابطة بالقرب من موقع الطلاب وانتشار واسع لسيارات وافراد جهاز الأمن.
وابان النائب عسيل الى انهم عندما طرحوا
على الطلاب العودة الى الجامعة أكدوا لهم انهم يضمنون لهم ان لا أحد ولا جهة تسألهم
ويذهبون معهم للجلوس مع مدير الجامعة وكل الجهات المعنية بالقضية، واشار الى انهم تعهدوا
للطلاب بمعالجة أمر الطلاب الـ (19) المفصولين من الجامعة في اللقاء الذي سينعقد مع
وزيرة التعليم العالي بموجب الطلب الذي تقدم به النواب للبرلمان لدعوة الوزيرة، وابان
ان الطلاب متمسكين بهذا الشرط الذي سلموه لادارة الجامعة والاجهزة الامنية ضمن مجموعة
مطالب وشروط، والتي من بينها اجراء محاكمة عادلة وسريعة وعلنية للطلاب المتهمين في
مقتل شرطيين في احداث سابقة شهدتها الجامعة، بجانب قضية الرسوم الدراسية التي قال ان
والي النيل الابيض تكفل بدفعها، بجانب معالجة مشكلة امتحانات الطلاب المفصولين، والتي
ابدى مدير الجامعة تجاوباً فيها وقال انه ليس لديه مانع ان يعيد لهم الامتحانات، ولفت
الى ان الاجهزة الامنية اطلعتهم بأن الوالي عبد الحميد كاشا تسلم الملف برمته لرفعه
الى وزارة التعليم العالي، فضلاً عن ان حكومة الولاية تجاوبت معهم في قضية حرق مكاتب
عمادة الطلاب واحد بصات الجامعة واعتبرته حقاً عاماً يمكن ان تتنازل عنه، في الاثناء
تعهد احد اعضاء لجنة البرلمان وهو رئيس محكمة عليا سابق بأن يبذل جهداً مع اهل الشرطيين
القتيلين للتنازل عن القصاص وقبول الدية في ادانة الطلاب بالجريمة.
واشار عسيل الى ان القضية الاساسية
للطلاب بحسب طرحهم هي اعادة الطلاب المفصولين، لذلك انهم يرون ان عادوا للجامعة دون
معالجة أمر المفصولين يعني انهم فشلوا في تحقيق مطالبهم المشروعة، لكنه تحسر لقرار
سفرهم وتمنى ان يعدلوا عنه عندما تصل بهم البصات مدينة الدويم.
وتقدم (1200) طالب من ابناء دارفور
من جامعة بخت الرضا يوم الثلاثاء الماضي احتجاجاً على ما وصفوها بالممارسات العنصرية
ضدهم من قبل ادارة الجامعة، وساروا على الاقدام من مدينة الدويم الى مشارف ولاية الخرطوم
حيث استقروا على مدى ثلاثة ايام في قرية (الشيخ الياقوت)