الفردوس: دارفور24 : لا تخاطر، حتما ستفشل اذ ما
فكرت في عقد مقارنة بين ما تعانية الفتيات صغيرات السن في دارفور وما تعانيه
رفيقاتهن في اي من اقاليم السودان، فمنذ ان بدات الحرب تضاعفت معاناتهن بشكل لا
يمكن أن تخطر على بال أحد،  الآن .. هناك فتيات
صغيرات وفي عمر المدرسة يحرمن من حقهن في التعليم ويجبرن علي الزواج حتي قبل سن
البلوغ.
ومن المشاع أن يتم زواج الفتاة دون مشورة منها ودون
ان يكون لها رأي في الزوج، لا تملك حق الرفض أو القبول بالزوج ، رب الأسرة هو من يختار
وعادة من أبناء أشقائه، او من افراد عائلته كيفما إتفق، واحيانا لا يكون حتي لوالدتها
رأي .
عائشت طالبة نجيبة من
منطقة الفردوس بولاية شرق دارفور، توفيت والدتها وهي في سن السابعة، فدخلت في
كفالة جدتها لامها، والتي حالما توفيت ، فرُحلت الي الفردوس لتعيش مع خالتها، بعد
ان تزوج والدها باخري وواصل حياته في البادية، رأت خالتها أن تدخلها المدرسة هناك فأظهرت
نبوغا مبكرا ومهارات غير عادية فوجدت الاهتمام من كل المعلمين ومن ادارة  وتوقع لها معلموها مستقبل مشرق.
الخالة
ومعها المدرسة كانت تخطط لعائشة الصبية النجيبة بان يكون لها مسقتبل غير، لكن
لوالدها تخطيطة، إذ لا يرى إبنته سوى ربة منزل وبالفعل قام بتزوجيها لإبن أخيه قبل
ان تصل الي سن البلوغ، الامر الذي اثار غضب اسرة المدرسة، بعد عام طلقها ابن اخية
لجهة انها صغيرة ولا تدري شيئا في ترتيب شؤون البادية، لكن والدها رماها للمرة
الثانية في كنف زوج آخر يبلغ من العمر ثمانين عاما، لم يدم زواجها من الشيخ الهرم
طويلا حتي طلقها، عادت المسكينة الي خالتها وعادت الي مدرستها لا لكي تكمل تعليمها
بل ريثما يبحث لها والدها عن زوج ثالث لكن القدر وقف الي صفها هذه المرة.
 شاءت الاقدار ان تبتعد بادية والدها عن منطقة
الفردوس لاعوام، وكانت الفرصة امامها لتواصل تعليمها وبالفعل جلست لامتحان مرحلة
الاساس من مدرسة الفردوس الشرقية الحكومية بنات، وكما كان متوقعا أحرزت المرتبة الأولى
في المحلية وكسرت حاحز ان يكون أول الشهادة الابتدائية من المدارس الخاصة .
بعد
ذلك دخلت عائشة المرحلة الثانوية في مدرسة خاصة من الطراز الرفيع في المنطقة تسمي مدرسة
ابن خلدون ، بعد ان منحت منحه لكونها أحرزت المرتبة الأولى في المحلية ، يقول مدير
المدرسة محمد صالح كتر عن نبوغ الطالبة عائشة لدارفور 24: المدرسة تخصص سنويا مقاعد
للطلاب والطالبات الأوئل وكانت عائشة ضمن الذين نالوا هذا الأمتياز ، وصلت المدرسة  بعد شهرين من بداية الدراسة ولكن في أقل من شهر
تفوقت على الطالبات.
يقول
الاستاذ كتر عنها، في ذات يوم حضر والدها إلي المدرسة وقال لنا “انا ما عايز بنتي
تدرس لأن القراية تعلم البنات قلة الأدب”، ويضيف الاستاذ كتر:  قلنا له بنتك من أفضل الطالبات أدباً  ثم وافق على مضض بتركها تواصل تعليمها  بشرط الا يدفع لها أي إلتزامات مالية  ولا يجد عندها موبايل.
ويواصل
الأستاذ كتر قصة عائشة. ، إمحتنت للشهادة الثانوية وأحرزت 79.6%  وهي الدرجة الأولى في المدرسة ، ويكمل ابن
خالتها وهو يتحدث لدارفور24:  بعد ظهور النتيجة  سحبنا إستمارة تقديم من غير علم والدها، بعد ظهور
نتيجة التقديم  تم قبولها في جامعة نيالا بكلية
المحاسبة ولكن والدها الإن في البادية ونتوقع بعد عودته ان يرفض ذهابها للجامعة كما
رفض دراستها  في المراحل التعليمية الأولى  وحتي اذا وافق لها ان تواصل دراستها وهذا شبه محال،
فانه قطعا لن يلتزم بدفع تكاليف الدراسة .