الشبكة العربية لإعلام الأزمات

تمارس السلطات السودانية ممثلة في جهاز الأمن ومليشيا الدعم السريع “الجنجويد”  قمع ومصادرة للحريات العامة وحرية الرأي والتعبير، استمراراً لنهج النظام السابق في تكميم الأفواه والتضييق على كتاب الرأي وايقاف وفصل من ينتقدون سياسات المجلس العسكري، وقد قامت مليشاته بإلغاء الندوات والمؤتمرات الصحفية دون أسباب واضحة، في الوقت الذي يمارس المجلس العسكري كامل حرياته بعقد لقاءات جماهيرية منقولة على الهواء مباشرة عبر وسائل الإعلام المختلفة بينما يحجرها على قوى التغيير.

 

لقد رصدت الشبكة العربية لإعلام الأزمات العديد من الانتهاكات التي مارسها المجلس العسكري وجهاز الأمن ومليشيا الدعم السريع “الجنجويد”، التي باتت تمثل سلطة داخل سلطة تعتقل وتعاقب وتبطش وتمارس انتهاكات جسيمة  لحقوق الإنسان وبأشكال مختلفة:

 

أولاً: مازالت السلطات ترفض إعادة خدمة الإنترنت للمواطنين مايمثل انتهاكاً لمواثيق حقوق الإنسان، وجريمة في حق الشعب السوداني، وعزله عن العالم الخارجي للتغطية على جرائم مليشيات الجنجويد، التي ترتكبها في حق المدنين واصبحت متداولة على نطاق واسع، إضافة إلى الأضرار الاقتصادية التي قدرت بنحو 45 مليون دولار في اليوم الواحد بحسب تقرير للبنك الدولي.

 

ثانياً: ضمن محاولته في مصادرة حرية الرأي والتعبير ألغى جهاز الأمن والمخابرات الوطني مؤتمرا صحفيا لجمعية حماية المستهلك الاسبوع الماضي بعنوان ” حرمان المستهلك من حقه فى الإنترنيت والمعلومات”، كما منعت مليشيا الجنجويد عدد من الندوات الجماهيرية التي دعى لها تجمع المهنيين وقوى إعلان الحرية والتغيير، وقامت بالاعتداء على المنظمين والحضور وملاحقة الشباب داخل الاحياء، ومازالت تتهجم على المارة في الشوارع.

 

ثالثاً :فصلت إدارة صحفية الصيحة رئيس تحريرها الاستاذ/ عبدالرحمن الأمين بسبب توجيهه انتقادات لآداء مليشيات المجلس العسكري، وذلك ضمن سياسة تكميم الآفواه ومصادرة حقه وحريته في التعبير، رغم أن حديثه الذي أدلى به كان في إحدى القنوات الفضائية ولم ينشر في الصحيفة  حتى يعاقب بالفصل، مايعد قراراً غير قانوني وفيه ترصد واضح لحرية الصحفيين ومنعهم من التعبير عن ارائهم وموقفهم، ويؤكد على عدم مهنية الصحيفة وتبعيتها للمجلس العسكري وانحيازها الواضح له وتتغاضى عن جرائمه التي ترتكبها مليشياته وﻻتضع قضايا المواطن من بين اهتماماتها وواجباتها المهنية، والمفارقة ان يتم فصل رئيس التحرير من صحيفة يشغل رئيس مجلس ادارتها رئيس اتحاد الصحفيين  السودانيين وﻻحقا اتحاد الصحفيين اﻻفارقة، ويتحدث باسم الصحفيين في المحافل اﻻقليمية والدولية وهو المناط به حمايتهم  وليس فصلهم و تشريدهم والواجب عليه الدفاع  عن حرية الصحافة وحرية التعبير وليس العكس.

 

رابعاً :ظل الصحفي محمد لطيف مالك ومدير مؤسسة طيبة “برس” في حالة إستدعاء يومي، ويخضع لتحقيقات مطولة تستمر من الصباح وحتى المساء لقرابة الاسبوعين دون أي  أسباب، والهدف من ذلك تحجيم أنشطة طيبة برس التي استضافت ندوات ولقاءات تناقش قضايا الثورة السودانية.

 

خامساً: يتعرض الصحفي أحمد يوسف التاي والصحفية سهير عبدالرحيم لمضايقات من قبل إدارة تحرير صحيفة “الإنتباهة”، لتخفيف انتقاداتهم على المجلس العسكري ومليشياته  وكتائب ظله، وقد منعت للأستاذ التاي مادة بعنوان ” ستة أوجه جعلته نسخة من الإنقاذ .. الزواج الإضطراري بين المجلس العسكري وفلول النظام”، كأول مادة يتم حجبها من النشر بعد سقوط النظام، وقد مورست ضغوط على إدار الصحيفة لمنع نشر المادة.

 

تعبر الشبكة العربية لإعلام اﻻزمات عن اسفها الشديد لموقف اتحاد الصحفيين ودوره في حماية الصحفيين، وعدم تصديه للدفاع عن حقوقهم ،ﻻيدين  وﻻيستنكر  حتى ما يتعرضون له من انتهاكات فهو بذلك اقرب الى النظام الحاكم من الصحفيين.

 

تحذر الشبكة العربية لإعلام الأزمات ما ينشره ويغذيه الإعلام الرسمي وخاصة تلفزيون السودان القومي، وبعض صحف وكتّاب النظام السابق، من رسائل سالبة وبث خطاب الكراهية لزرع الفتنة بين ابناء الوطن من خلال فبركة ونشر  الأخبار الكاذبة، وتزييف الأحداث بكتابة  سيناريوهات وقصص غير واقعية وتلفيق الاتهامات، بهدف تخوين الثوار وتجمع المهنيين وقوى إعلان الحرية والتغيير  وتأليب الراي العام عليهم وتصويرهم كانهم مجرمين.

 

والشبكة العربية لإعلام الأزمات إذ تأسف لهذا الهجمة الشرسة على قوى وطنية أصيلة وفاعلة في المشهد السياسي، تعبر عن قلقها من نتائج كارثية لهذا العمل غير المهني والذي يمكن أن يزيد من موجات العنف والانتقام في المجتمع السوداني بالرسائل التحريضية التي يبثها التلفزيون القومي، والذي يجب أن لايصدر ولايتبنى مثل هذه الرسائل الإعلامية، يفترض فيه أن يبث رسائل تعبر عن كل فئات الشعب السوداني.

 

إنّ الصحفيين السودانيين يواجهون معضلة حقيقية وخطيرة في ذات الوقت فبعد معاناتهم في مقاومة صلف وتجاوزات جهاز الأمن، أصبح هنالك قوة أخرى ممثلة في مليشيا الجنجويد هي الأخرى لاتقل خطورة عن جهاز الأمن، إضافة إلى أنها منفلتة وغير منضبطة وغير مدربة ولا مؤهلة للتعامل مع المدنيين وبدات تتدخل في العمل الصحفي وتفرض وجودها بقوة السلاح.

 

الشبكة العربية لإعلام الأزمات تدعو جميع الصحفيين وتجمع المهنيين السودانيين ومنظمات المجتمع المدني ونشطاء حقوق الإنسان المهتمين للدفاع عن الحريات الصحفية وحرية الرأي والتعبير، والتصدي لكل وسائل القمع ومصادرة الحقوق والعمل على حماية الصحفيين.