أصدر رئيس مجلس الوزراء السوداني الدكتور عبد الله حمدوك، ٤ قرارات عاجلة لمعالجة الأحداث المؤسفة التي شهدتها مدينة بورتسودان في ولاية البحر الأحمر شرق البلاد بين قبيلتي البني عامر والنوبة، وراح ضحيتها “٢٥” قتيلاً و”٨٧” جريحاً، وذلك في ثالث أيامها، بحسب لجنة أطباء السودان المركزية.

وإنخرط رئيس الوزراء، على مدار الاسبوع الماضي في عدد من الإجتماعات واللقاءات المباشرة مع كافة المكونات الإجتماعية والسياسية والقيادات الأهلية لولايات شرق السودان.

وناقشت الإجتماعات الأوضاع السياسية والأمنية في ولايات الشرق، وأقرت عدد من الإجراءات العاجلة لمعالجة تلك الأحداث المؤسفة.

وتمثلت الموجهات التي أصدرها رئيس الوزراء، اليوم “الأربعاء”، تعزيز الوجود الأمني بإرسال قوات إحتياطي مركزي إلى الولاية، والتي وصلت بورتسودان أمس “الثلاثاء”، وتكوين لجنة رباعية من مجلس الأمن والدفاع لمخاطبة الأزمة السياسية بولاية كسلا، على أن تقدم توصياتها غداً “الخميس” إلى إجتماع مجلس الأمن والدفاع.

وطلب حمدوك، من المجلس المركزي للحرية والتغيير، بالإشتراك في وضع تصور للحل السياسي للأزمة بالتشاور مع المكونات الإجتماعية المختلفة بالولاية.

وأمنت الإجتماعات على قرار والي البحر الأحمر عبد الله شنقراي أوهاج، أمس “الثلاثاء”، بإعلان حظر التجوال الكامل في مدينة بورتسودان بحدودها الجغرافية، ويشمل كل المؤسسات بالقطاعين العام والخاص والهيئات بمحلية بورتسودان.

واستثنى الأمر العاملون بالحقل الصحي وهيئة الإذاعة والتلفزيون والعاملون بطوارئ هيئة المياه والكهرباء.

وترحّم رئيس مجلس الوزراء السوداني الدكتور عبد الله حمدوك، على أرواح الضحايا الأبرياء، وتقدم بتعازيه للأسر المكلومة في فقدها العزيز، وناشد كافة المكونات الإجتماعية والأهلية في شرق السودان بالالتزام بشعار الثورة المجيدة المتمثل في سلميتها التي أبهرت العالم.

ودعا حمدوك، القوى السياسية ذات الوجود في شرق السودان إلى تحمل مسؤوليتها بالتعاون مع الأجهزة الرسمية لتفادي تكرار مثل هذه الأحداث والمحافظة على الأمن والسلم الإجتماعي.

وشهدت بورتسودان، يناير الماضي، مقتل 8 أشخاص، وإصابة 60 آخرون، في أحداث دموية إثر اشتباكات قبلية مماثلة بين الطرفين.

ويقطن البني عامر والنوبة، في بورتسودان، ثاني أكبر مدن السودان، والميناء الرئيسي لصادرات وواردات البلاد على البحر الأحمر، والتي تبعد ألف كيلومتر شرق العاصمة الخرطوم.

والنوبة قبيلة أفريقية تعود أصولها إلى منطقة جنوب كردفان وسط البلاد السودان، وهاجر أفراد منها إلى بورتسودان منذ عقود للعمل في الميناء، أما البني عامر فإحدى مجموعات قبائل البجا، وهم السكان الأصليون لشرق السودان.

وظلّ السودان منذ القدم، يعيش صراعاً قبليا، خاصة بين القبائل العربية والإفريقية، وتحول إلى صراع دموي بين الأطراف المتناحرة بسبب انتشار السلاح في أيدي المواطنين.