الخرطوم-دارفور24

أطلق المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، الخميس، نداءً عاجلاً إلى كل أطراف الصراع في السودان للانسحاب من جميع المرافق الصحية فوراً، ولاسيما المركز الوطني لمختبرات الصحة العامة المركزية.

وفي بيان صدر الخميس، أشار الدكتور أحمد المنظري إلى تصاعد الهجمات على البنية التحتية الصحية مع احتلال أطراف النزاع للمستشفيات في الخرطوم، وكذلك المركز الوطني للمختبرات.

وقال إن ذلك أدى إلى تعذُّر حصول المرضى على الرعاية الصحية الأساسية والتوقف الفوري عن اختبار عينات مختبرية بالغة الأهمية.

وعن المركز الوطني، قال المدير الإقليمي: “من المعروف أن هذا المختبر يحتوي على مسببات أمراض مثل الحصبة والكوليرا والسل المقاوم لأدوية متعددة، وفيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاحات، ومواد خطرة أخرى. ومنظمة الصحة العالمية قلقة إزاء احتمالية إساءة تعامل الأفراد غير المدربين مع هذه العينات المُعدية، ما يعني إصابة أنفسهم ثم انتقال الإصابة إلى غيرهم”.

وشدد الدكتور المنظري على أن العنف المستمر يمثل أكبر المخاطر التي تهدد الصحة في السودان، والتي هي حق من حقوق الإنسان.

وأضاف: “أوجّه ها هنا نداءً عاجلاً إلى كل أطراف الصراع في السودان للانسحاب من جميع المرافق الصحية فوراً، وعدم إعاقة عمل مرافق الصحة العامة الحيوية في السودان. كذلك يجب ضمان توفير الرعاية الصحية، ويشمل ذلك عمل المختبرات شديد الأهمية”.

كما دعا جميع الأطراف إلى حماية العاملين الصحيين والبنية التحتية الصحية، والالتزام بحماية خدمات الرعاية الصحية وعمل مرافق الصحة العامة.

تفاقم الاحتياجات على الحدود

من جهتها، قالت المنظمة الدولية للهجرة إن ما يصل إلى 20 ألف شخص، من بينهم تشاديون وسودانيون وأجانب، عبروا الحدود مع تشاد هرباً من العنف.

وقالت المنظمة إنها نشرت فرقها في شرق تشاد على الحدود مع السودان، وهي تعمل على مدار الساعة لدعم الجهود الوطنية والإنسانية للاستجابة لاحتياجات الوافدين.

وقالت رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في تشاد، آن كاثرين شايفر: “غالبية الوافدين في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية الأساسية، وهي الغذاء والماء والمأوى المناسب”.

وقالت المنظمة في بيان لها إنه تم بالفعل تحديد عدد كبير من التشاديين العائدين إلى وطنهم وهي تقوم بتسجيلهم بالشراكة مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في ثلاثة مواقع نزوح في أدري بمقاطعة واداي، لتحديد حلول سريعة لهم لمساعدتهم على الوصول إلى مجتمعاتهم الأصلية، بما في ذلك من خلال المساعدات النقدية.

كما تعمل المنظمة الدولية للهجرة بشكل وثيق مع الحكومة التشادية وشركاء آخرين لضمان حصول المهاجرين من البلدان الأخرى على مساعدة فورية، بما في ذلك العودة الإنسانية الطوعية لأولئك الذين يرغبون في العودة إلى ديارهم.

أهمية الدعم المالي

وفقاً لإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة، يستضيف السودان حوالي 1.3 مليون مهاجر. وتتوقع المنظمة الدولية للهجرة أن تزداد احتياجات الأكثر ضعفاً مع تصاعد العنف.

وفي هذا السياق، قالت السيدة شايفر: “نحن بحاجة إلى المجتمع الدولي لزيادة الدعم المالي بشكل عاجل لمساعدتنا على توفير استجابة حرجة وسريعة للاحتياجات المتزايدة، من حيث الدعم اللوجستي والتشغيلي، فضلاً عن الحماية والصحة والصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي”.

وأكدت رئيسة بعثة المنظمة في تشاد أن اقتراب موسم الأمطار سيجعل الوصول إلى المنطقة الحدودية أمراً معقداً، مما سيزيد من صعوبة توفير الإغاثة لمن هم في أمس الحاجة إليها.