الفاشر – دارفور24

يشهد اقليم دارفور غربي السودان انقطاعاَ كلياَ لشبكات الاتصالات العاملة العاملة في السودان – زين ؛ سوداني ؛ ام تي ان – بعد تذبذبها من حين لآخر في وقت تضاربت فيه أقوال العاملين في شبكات الاتصالات عن اسباب الانقطاع المتقطع في السابق والكلي في الوقت الراهن .

وقال مدير احدى شركات الاتصالات الثلاث لـدارفور24 طلب حجب اسمه ان انقطاع الاتصالات يعزى الى عطل في الكابل الرئيسي الرابط بين دارفور ووسط السودان وعدم قدرة المهندسين على اصلاحه بسبب الحرب الدائرة؛ لكنه لم يحدد نوع العطل ومكانه لدواعي أمنية بحسب قوله.

فيما قال مهندس تقني بإحدي شركات الإتصالات فضل حجب إسمه لـدارفور 24 أن إنقطاع الشبكات ببقية المدن له علاقة مباشرة بالحرب الجارية في البلاد والتحكم على الاتصالات  مركزيا وكشف عن وجود تحديات كبيرة تواجه قطاع الإتصالات من بينها نهب مقرات الشركات وآخرها مدينة نيالا التي نهب من مخزن إحدي الشركات أكثر من 100 بطارية و150 كيلو زيت وكمية من المعدات الخاصة.

وقال أن التحدي الأكبر هو سرقة وقود المحطات الخاصة بتقوية الشبكات والواح الطاقة الشمسية والبطاريات مما يؤثر في إستقرار الشبكة .

ووفقاً لمهندس الشبكات بشمال دارفور محمد أحمد أدم تتوافر شبكات الإتصال في شمال دارفور في المحليات الغربية كورنوي وأمبرو وإنقطاع الشبكة في محلية الطينة السودانية الحدودية مع دولة تشاد منذ مايو الماضي وإضطرار المواطنين لإستخدام شبكات الإتصال الخاصة بدولة تشاد داخل الأراضي السودانية.

وذكر ان بعض الشبكات تعمل في محليات “اللعيت جار النبي ،دار السلام ،كتم ،أم كدادة ،الكومة،” بصورة غير مستقرة وتشغيل خدمة المكالمات الصوتية وغياب شبكة الإنترنت. وأكد ان شبكة الإتصال الخاصة بشركة زين للإتصالات تعمل بصورة متذبذبة في محلية مليط المدينة التجارية الأولي بإقليم دارفور.

وكشف عدد من المواطنين بمدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور عن معاناتهم الكبيرة في التواصل مع ذويهم بمناطق دارفور الأخرى بسبب إنقطاع شبكات الإتصال وصعوبة إجراء المعاملات البنكية وتحويل الأموال عبر التطبيقات المتوفرة.

وقال عاصم ادم يوسف لـدارفور 24 أن أسرته تسكن بمدينة نيالا وبسبب الحرب أضطر للنزوح إلى مركز الأمل للإيواء جنوب الفاشر  ومضى عليه اكثر من شهر دون أن يتواصل مع أسرته.

بينما نمت تجارة الانترنت الفضائي التي يوفره أصحاب أتجارية للاستخدام عن طريق الدفع بالساعة بمبلغ 2000 جنيه لكن قوات الدعم السريع أوقفت اغلب محاطات البث الاسبوع الماضي قبل السماح لها باعمل مرة أخرى .

ومنذ سقوط الحاميات العسكرية بمدن “نيالا زالنجي الجنينة الضعين” قطعت الإتصالات منها عدا مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور وبعض محلياتها التي تعمل فيها شركات “زين،سوداني،إم تي إن” بصورة متذبذبة وعدم وجود التغطية الكاملة.

فيما قالت النازحة بمدينة الفاشر إكرام عبدالله أنها علمت بوفاة عمتها بمدينة نيالا بعد شهر عقب زيارة أحد اقربائها لها في مركز الإيواء .

التاجر بسوق المواشي بمدينة الفاشر موسي محمد إبراهيم أكد لدارفور 24 أهمية الإتصالات والتواصل وقال أن التجارة أصبحت تعتمد على التطبيقات البنكية بالبلاد وتحويل الأموال عبرها بعد إنفلات الأمن وإنتشار النهب المسلح بين المدن بإقليم دارفور وأضاف:” يمكنك حمل القليل من المال للوصول إلى مدينة معينة وشراء البضائع عبر التطبيقات البنكية لكن في حالة إنقطاع الشبكات لايمكنك إكمال المعاملة “.

وحذر موسي من أن إستمرار إنقطاع الإتصالات يعرض الشركات والبلاد والمواطنين لخسائر مادية وإزدهار أماكن الإنترنت الفضائي” المعروفة محلياً بال “الواي فاي” .

وقال صاحب إحدي محلات الواي فاي بمدينة مليط 65 كلم شمال مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور أحمد الحاج محمد لـدارفور 24 أنه أستجلب الجهاز ومعداته من دولة ليبيا بقيمة 2 مليون جنيه سوداني مايعادل 2 الف دولار وأكد أن الهدف هو تسهيل الإتصالات والتواصل للمواطنين بمدينة مليط بسبب عدم وجود خدمات الإتصالات بالبلاد وكشف عن أنه يخدم أكثر من 80 شخص في اليوم تتنوع إستخدامهم للشبكة.
وقال أن هنالك باقات مثل 300 ميغا تباع بسعر 2 الف جنيه سوداني حوالي 2 دولار أمريكي وباقة 500 ميغا بسعر 3 الف جنيه سوداني حوالي 3 دولار أمريكي طوال الشهر.

وأكد أحد مستخدمي الواي فاي زكريا معتصم أهمية وجود مثل هذه البدائل وقال أنه إستطاع التواصل مع ذويه بنيالا والتعامل التجاري مع شقيقه من مدينة مليط عبر إرسال البضائع وإستلام الأموال عبر التطبيقات البنكية وأوضح أن شبكة الواي فاي سهلت من معرفة الأخبار في البلاد والعالم الخارجي بعد توقف خدمات الإتصالات بالبلاد وإنقطاع التيار الكهربائي من معظم المدن لتشغيل شاشات التلفاز وأضاف:” لا تحتاج الشبكات لمولدات كهرباء فقط عبر الطاقة الشمسية والبطاريات مما يسهل من إنتشارها”.
.