كسلا ــ دارفور 24

يشهد إقليم شرق السودان، نشاط محموم في استقطاب مقاتلين جُدد من قبل الحركات المسلحة الجديدة والقديمة، ما يزيد من حدة الاستقطاب الأهلي الذي يشهده الشرق وسط مخاوف من أن يعمق التسليح المتزايد التوترات القبلية.

وعزز تصاعد الأحداث بعد اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، التسليح في ولاية كسلا بدعاوى حماية وتأمين إقليم الشرق ومناصرة القوات المسلحة، رغم أن الإقليم عاني من انتشار السلاح.

وينذر التسليح المتنامي، في ظل حالة السيولة الأمنية التي يشهدها السودان، بمرحلة جديدة يتحكم فيها المسلحون على الأوضاع الاقتصادية والسياسية. وترصد “دارفور 24″، في هذا التقرير، الجماعات المسلحة في شرق البلاد وتاريخها.

قوات تحرير شرق السودان

تعتبر قوات تحرير شرق السودان بقيادة إبراهيم عبد الله الشهير بـ “إبراهيم دنيا”، أحدث جماعة مسلحة في إقليم الشرق، حيث قامت في مارس المنصرم بتخريج أولى دفعات مقاتليها في مارس المنصرم.

يقول قائدها إبراهيم دنيا إنها قوات تكونت من أجل الدفاع عن أرض ووحدة وتماسك مجتمع شرق السودان، فيما يفيد مقربين من الحركة أنها تضم 130 مقاتل، حيث تجري عمليات تجنيد في مراكز تدريب بمنطقة تمرات داخل الحدود الإريترية، كما أنها تعمل على تأسيس جناح سياسي.

قوات الأورطة

وبرزت قوات الأورطة الشرقية التابعة للجبهة الشعبية للتحرير والعدالة التي يتزعمها الأمين داؤود، في أواخر العام 2023، حيث بدأت في تدريب مقاتلين في منطقة قرمايكا بالقرب من الحدود السودانية الإريترية وهي تمتلك قوة تُقدر بثلاث آلاف مقاتل.

ويقول قائدها الأمين داؤود بأن قوات الأورطة تشكلت استجابة لأوضاع السودان بعد الحرب من أجل التصدي للأجندة والأطماع الدولية التي تستغل الاضطرابات الداخلية في البلاد لتمرير مخططاتها.

تجمع أحزاب وقوات شرق السودان

يقود القيادي السابق في مؤتمر البجا شيبة ضرار تجمع أحزاب وقوات شرق السودان التي برزت في أواخر 2021، الذي تتواجد قواته الآن في منطقة ديم مدينة بمدينة بورتسودان وحاولت في سبتمبر 2023 نصب ارتكاز في شوارع المنطقة لكن الجيش أسرع في إزالته نتج عنه تبادل إطلاق النار لفترة زمنية قصيرة قبل أن يتم أحتواء الموقف.

ولا يوجد تعداد واضح لمقاتلي تجمع أحزاب وقوات شرق السودان التي تلاحقها اتهامات بأنها ذراع لاستخبارات الجيش، وذلك بعد إسهامها في إغلاق مؤاني البلاد والطرق الرابطة بين العاصمة الخرطوم وشرق السودان، وهو الإغلاق الذي كان الممهد الرئيسٍ للانقلاب العسكري الذي نفذه قائدي الجيش والدعم السريع في 21 أكتوبر 2021.

الحركة الوطنية للعدالة والتنمية

يتزعم هذه الحركة رجل الدين ذو النفوذ الواسع في شرق السودان محمد طاهر سليمان بيتاي، وهي تمتلك قوات تتمركز في مناطق تلكوك وهمشكوريب في الريف الشمالي الشرقي لولاية كسلا، حيث ينحدر مقاتليها من قبيلة الهدندوة.

واقامت الحركة التي ينضوي تحت لواءها ألفي مقاتل مركز تدريب داخل الحدود الإريترية، حيث خرجت أولى الدفعات منه في مطلع أبريل الجاري، وتشير الصور المسربة من داخل مركز التدريب أنها تجند النساء في صفوفها.

حركة شباب التغيير والعدالة

تتواجد هذه، التي تأسست في 2010 بقيادة خالد ثالث الحركة في دارفور والنيل الأزرق ومنطقة غرب القاش بولاية كسلا.

ودُمجت قوات الحركة داخل حركة العدل والمساواة التي يقودها جبريل إبراهيم، قبل أن تنشق وتنضم إلى فصيل الحركة الجديد الذي يتزعمه منصور أرباب والذي انسلخت بعد أعمال العنف التي شهدها إقليم النيل الأزرق.

وأقامت الحركة، إفطارًا رمضانيًا في 4 أبريل الجاري بمدينة كسلا، أعلنت خلاله دعمها للجيش في دحر قوات الدعم السريع، باعتبار القوات المسلحة مؤسسة قومية توحد وجدان الشعب السوداني.

الأسود الحرة

وهو حزب سياسي يمتلك ذراع مسلح تأسس في أكتوبر 1988، حيث انضم في 2004 إلى جبهة شرق السودان، وهو تحالف سياسي ضم مؤتمر البجا بزعامة موسى محمد أحمد وحزب الشرق الديمقراطي بقيادة آمنة ضرار، قبل أن ينقسم بسبب الخلافات.

تقاسم الأسود الحرة السلطة مع نظام الرئيس المعزول عمر البشير، بموجب اتفاق السلام الذي وُقع في العاصمة الإريترية أسمرا في 14 أكتوبر 2006.

وكثفت الأسود الحرة التي يقودها مبروك مبارك سليم من أعمال تجنيد المقاتلين في صفوفها بعد اندلاع الحرب، حيث بدأت في تخريج دفعات جديدة وتتمركز قواته بمنطقة ريفي غرب كسلا.

مؤتمر البجا

تأسس في العام 1957 كأول حزب سياسي إقليمي في السودان ويمتلك ذراع عسكري شارك ضمن قوات التجمع الديمقراطي المعارض في سلسلة هجمات على طول الحدود مع دولة إريتريا في فترة النظام السابق قبل أن يوقع معه اتفاق سلام.

ونشط مؤتمر البجا الذي يقوده موسى محمد أحمد، بعد الحرب، في تجنيد مقاتلين في مركز تدريب بمنطقة ساوا بإريتريا ويقول إنه يمتلك ثلاث آلاف مقاتل لكن مقربون من المؤتمر أفادوا بأنه قواته لا تزيد عن ألف مقاتل.

درع السودان

تأسست قوات درع السودان بقيادة أبو عاقلة كيكل في أواخر العام 2021، في سهل البطانة الذي يمتد من شرق الجزيرة حتى القضارف ونهر النيل، معلنة في البداية رفضها لاتفاق السلام الذي وقعته حكومة الانتقال مع الحركات المسلحة في أكتوبر 2020.

شاركت قوات درع السودان في بداية اندلاع النزاع القتال إلى جانب الجيش في منطقة شرق النيل بالعاصمة الخرطوم، قبل أن تنضم وبصورة غير متوقعة لقوات الدعم السريع التي قلدت كيكل منصب قائد عملياتها في ولاية الجزيرة بعد سيطرتها عليها.

في الختام، عادة ما تقوم الجماعات المسلحة في شرق السودان بعمليات تجنيدها على أساس قبلي، ما يزيد من مخاطر الانقسام الأهلي ويعمق أزمة التعايش السلمي بين المكونات الاجتماعية، وهذا يجعل الباب مفتوحًا أمام حسم الخلافات العشائرية والسياسية بالسلاح.