نرتتي- دارفور24
الحاجة زينب عبد الله امرأة في العقد الخامس من العمر رصدتها دارفور24 ترابض في “الترس” الغربي لاعتصام مدينة “نيرتتي” الذي شغل الرأي العام السوداني هذه الأيام بعد ان دخل يومه الثامن، وهي آلت على نفسها حماية المعتصمين من أي مخاطر يمكن ان يتعرضوا لها أثناء وجودهم في ساحة الاعتصام.
تقول الحاجة زينب انها باتت سبعة ليالي في هذا الترس ولن تبارحه الا بعد تحقيق مطالبهم، وذكر ان ما دفعها لحراسة “الترس” وحماية المعتصمين انها رأت ان هذا الاعتصام، هو الوسيلة التي ستحقيق مطالبهم التي حرموا منها خلال الثلاثين عام الماضية، وقالت ان نساء منطقة “نرتتي” استمرت معاناتهن حتى بعد ثورة ديسمبر، واضافت “تعرضت بناتنا للاغتصاب وابناءنا للقتل والاعتداءات المتكررة من قبل مسلحين” وقالت ان المسلحين ارتكبوا أكثر من اربعين جريمة بين قتل واعتداء واغتصاب للفتيات، وارتبطت اغلب تلك الجرائم بخروج سكان المنطقة الى مزارعهم حيث تمثل الزراعة مصدر الرزق الاساسي، واضافت ان المواطنين لا يستطيعون هذه الايام الذهاب الى مزارعهم لتحضيرها للعمليات الزراعية بعد دخول فصل الخريف، بسبب انتهاكات المسلحين.
وتقوم الحاجة زينب وبرفقة مجموعة من الشباب بتفتيش كل شخص يريد الدخول الى ساحة الاعتصام، لمنع تسلل اي آلات حادة او سلاح الى الساحة، وأحاط المعتصمون ساحة الاعتصام بمتاريس من الحجارة في المداخل الرئيسية والفرعية، وهم يقومون بدرجة عالية من الاجراءات التأمينية لحماية الاعتصام.
ومن المنتظر ان يصل اليوم الأحد الى مدينة نرتتي وفد مركزي يقوده عضو المجلس السيادي محمد حسن التعايشي للاستماع لمطالب المعتصمين، والتي من ابرزها جمع سلاح المليشيات ومنع استخدام الدراجات النارية المواتر، وحماية الموسم الزراعي، وإقالة لجنة أمن الولاية، إلقاء القبض على الجناة ووقف الانتهاكات التي ظلت تشهدها المنطقة منذ شهرين، والتي راح ضحيتها نحو 42 شخص بين قتيل وجريح وفتاة مغتصبة.
وتشارك النساء في اعتصام “نرتتي” مشاركة محورية بفضل قدرتهن على إلهاب حماس المعتصمين باطلاق الهتافات والزغاريد، بالاضافة الى دورهن في توفير الوجبات الغذائية بصناعة المأكولات الشعبية “قدح العصيدة” في مشهد ظل متكرراً منذ أول يوم للاعتصام في الثامن والعشرين من يونيو الماضي.