تقرير- دارفور24
دخلت ازمة الصراع القبلي في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور منعطفاً خطيراً جداً بعد تنامي ظاهرة الهجرة القسرية لبعض المواطنين من الاحياء السكنية التي اصبحت تشهد توترات أمنية بين الفينة والأخرى الي مناطق سكنية ينشدون فيها الأمن والاستقرار بعيداً عن اصوات الرصاص وتفجيرات القنابل اليدوية ومظاهر التنمر في الطرقات.
ورصد مراسل دارفور24 من الجنينة اعداداً كبيرةً من مواطني أحياء “الجمارك” بمربعاته المختلفة وحي الجبل مربع “2، 5” وأحياء المجلس والزهور قاموا بترحيل أسرهم إلى أحياء سكنية ربما أكثر أماناً واستقراراً
واشار الى ان إيجارات المنازل في حي الجمارك- الذي يعتبر من أرقى المناطق السكنية في المدينة- انخفضت الي أقل من القيمة السعرية، بينما تنشط في أحياء “الجمارك” مجموعة تعرف محلياً “بكولمبيا” تتكون من شباب مشردين يعملون علي اثارة الفوضى بالاعتداء علي المواطنين علي اساس عرقي، مستخدمين قنابل يدوية “قرنيت” التي تنتشر بصورة كبيرة وسطهم.
احدى مواطنات حي الجبل مربع2 تعمل معلمة قالت لدارفور24 انها تركت منزلها وسكنت بالايجار في حي آخر شمال المدينة، وأضافت “انتقلت لحي آخر لانني لا أريد أن أعيش في رعب دائم”
وتابعت انا كنت في جميع أفراد اسرتي نعيش حالة من الخوف، لا أستطيع معها مغادرة المنزل لأي غرض وترك ابنائي في حي اسمع فيه- يوميا- اصوات الرصاص وأرى صبية يحملون قنابل خطيرة الإنفجار في ايدهم، وقالت عرضت منزلي للبيع لكن لا يوجد شخص يتجرأ يشتري منزل في مناطق الاحداث.
فبينما تشهد الاحياء السكنية جنوب الجنينة انخفاضاً كبيراً في اسعار ايجار المنازل، بسبب الظروف الأمنية، ارتفعت أسعار الايجار في الاحياء الشمالية التي تشهد هدوءً نسبياً، وأصبحت قبلة للمواطنين الذين يبحثون عن مواقع سكنية آمنة.
ويرى مراقبون ان الخارطة السكانية للاحياء السكنية هي السبب الرئيسي في الاحتقان القبلي والهجرة القسرية، منبهين الى ان كثير من الاحياء السكنية هي حكراً لاثنيات وقبائل بعينها، ما ادى الي ارتفاع وتيرة القبلية وعدم انصهار المجتمعات.