الخرطوم- دارفور24
آخر ما كان يتوقعه المساعد المتقاعد من صفوف القوات المسلحة السودانية “أمين آدم” الذي قضى حياته في سلك العسكرية مدرباً ماهراً بالكلية الحربية السودانية أن يُقتل إبنه على أيدي القوات التي كان يدربها ويعلمها فنون القتال.

 

نزل خبر مقتل عبد العزيز الجندي في قوات الدعم السريع- 20 يونيو المنصرم- كالصاعقة على أفراد الأسرة، خاصة انهم لا يستطيعون أخبار والده الثمانيني بهذا الخبر خوفاً من ان يسبب له في انتكاسة مرضية وهو يعاني من مرضي السكري وضغط الدم.

 

أخفت أسرة “أمين” خبر مقتل ابنه بسلاح القوات المسلحة اسبوعاً، وقبل ان تجد طريقاً لايصال الخبر الحزين الى الوالد، صدمت الأسر بخبر آخر بفيد بأن إبنه الآخر الجندي في القوات المسلحة “عبد العظيم” قد أُسر على أيدي قوات الدعم السريع في معارك مدينة أم درمان الثلاثاء الماضي.

 

فبعد أقل من أسبوعين من مقتل الابن الذي يقاتل في صفوف الدعم السريع، وصلت معلومات تفيد بأن الابن الآخر الذي يقاتل في صفوف الجيش تم أسره بواسطة قوات الدعم السريع، حيث شاهدته الأسرة على صفحة الدعم السريع في فيسبوك ضمن مجموعة من أسرى القوات المسلحة، وهي لا زالت تخفي نبأ مقتل عبد العزيز عن الوالد.

 

في بادئ الأمر شك بعض أفراد الأسرة- المقيمة في ام درمان- متعلقين بقشة الشبه، بقولهم “ما هذا إلا شبيه ابنهم” الى أن تحدث عبد العظيم في آخر مقطع الفيديو قائلا “أنا عبد العظيم أمين آدم أمين نمرة عسكرية كذا، وقعتُ في الأسر اليوم الثلاثاء في معركة أم درمان بالقرب من خور أبو عنجة”.

 

كتمان الحزن

قال عبدالرحمن أمين وهو شقيق القتيل والأسير لدارفور24 ان الأسرة مرت بظروف انسانية قاسية، لا يوجد أصعب من اخفاء الحزن، وأضاف: عبر اتصال هاتفي من قوات الدعم السريع تم اخطارنا بمقتل شقيقي عبدالعزيز، هذا الخبر كتمناه عن الوالد لأكثر من أسبوعين، وتابع قائلا “نضحك من الخارج أمامه ومن دواخلنا تتفطر قلوبنا، كل هذه الأيام ظلت والدتي وشقيقاتي يبكين في السر على فقدان شقيقي عبدالعزيز دون أن يشعر الوالد بذلك.

 

وأضاف: ونحن في هذه الحالة علمنا بأسر شقيقي الآخر عبد العظيم، بعدها اضطررنا، لاخبار الوالد أن ابنه وقع في الأسر ومن بعد ذلك بثلاثة أيام قلنا له ان ابنه عبد العزيز قد أصيب إصابة خفيفه أثناء المعارك بين الجيش والدعم السريع بمدينة أم درمان، عندها بكى الوالد بحرقة ثم قال لنا الفاتحة على روح ولدي عبدالعزيز، لتنفجر والدتي وشقيقاتي بصراخ كان متكوماً لعشرة أيام.

 

تنفس عبد الرحمن بصعوبة ثم قال “أقامت الأسرة صيوان لتلقي العزاء من الجيران والمعارف لقتيل مات قبل عشرة أيام” .

 

وساطة والد القتيل والأسير

المساعد المتقاعد “أمين آدم أمين” ينحدر من ولاية شرق دارفور ويقيم حالياً في مدينة أم درمان الثورة الحارة 21 تقاعد للمعاش من القوات المسلحة بعد 40 عاماً قضاها معلم “تعلمجي” يعلم طلاب الكلية الحربية فنون ومهارات العسكرية، لهذا لديه علاقات طيبة مع معظم الضباط الذين تخرجوا من الكلية الحربية، يزوره قائد القوات المسلحة الفريق عبدالفتاح البرهان عدة مرات في السنة الواحدة، وأيضاً كان يزوره الرئيس المخلوع البشير وعدد من قادة الانقاذ العسكريين.

 

ويضيف عبدالرحمن ان والده بعد اندلاع حرب 15 أبريل بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم وعدد من مدن السوادن، سعى جاداً للتوسط بين تلميذه البرهان وابن قبيلته حميدتي قائد قوات الدعم السريع بهدف ايقاف الحرب، ولكنه فشل في الوصول اليهما، بسبب اغلاق معظم الهواتف التي كان يتعامل بها معهما قبل الحرب.

 

وطالب عبدالرحمن قيادة القوات المسلحة والدعم السريع بايقاف الحرب، حتى لا تتضاعف مأساة الأسر، لجهة أن كثير من الأسر لها ابناء في الدعم السريع وأشقائهم في القوات المسلحة.